آراء

أجراس المدائن

لكل جواد كبوة: تصريحات مريم المنصورة بالقاهرة ما لها وعليها

عاصم البلال الطيب

مريم المنصورة

لكل جواد كبوة وفيلسوف هفوة، تجاذبت طرفي حوارٍ هاتفي مع الحبيب محمد زكي سكرتير الإمام حول هموم مشتركة شتى وخرجت منه بالجملة المفتاحية لمقالتي هذه  في مقام المنصورة مريم الصادق وزيرة الخارجية والقيادية الحزبية والسياسية المتمرسة غير المتمترسة على خلفية الهجمة العكسية والغضبة المضرية إثر تصريحاتها التي  اطلقتها  في القاهرة بين ظهراني قيادة الجمهورية المصرية العربية خطفاً وليس تفصيلاً عن شؤون سودانية متصلة بالأرض والعِرض التوأمين الذين إن ذكرت أحدهما عنيت اثنيهما، الحبيب محمد زكى عرضاً سألته عن واقعة تصريحات المنصورة بصفته الشخصية لا القيادية كادراً مهماً بحزب الأمة القومي الذى يخدمه سراً خدمة انتفت أسبابها ويعاودها لدى الضرورة وجهراَ لازال مستمراً، زكى يقدر سوء فهم وقع واحدث لبساً ومريم المنصورة استحالة تقصد المضامين موضع الجدل والفهم  تفسيراً روحاً لتصريحاتها المتداولة سلباً مشكلةً رأياً ضدها حسب زكى ممن أساءوا فهم حديثها وقد بدا لهم حمال اوجه ومن مستهدفين لسيرتها السياسية متسقطين كل ما يثير ضدها بلبلة، زكى ين في جملة وتفصيلاً المتداول المفهوم من تصريحات المنصورة دعوة مجانية لهذه الدولة وتلك والمصرية والإثيوبية وغيرهما للغرف من خيرات السودان والصيد السهل من أراضي وانهر سهوله ووديانه وشبك فرائسه وكأنها ملقاة كماً مهملاً  في قارعة الطريق تنتظر وتنادى كل قاطع  هل لك لتصيد ومن بعد تحتسى النبيذ إحساسا بالفرح وزهواً بالمغنم، يغلظ زكى قاسماً وأشاركه الغلظة أن المنصورة مريم استحالة تبيع شبراً سودانياً بالغالي دعك من الرخيص! ويزيد زكى زيادة أعززها ان مريم المنصورة ليس غريبة على منابر الصحافة والإعلام والسياسية ولديها رصيد يك فيمن مقابلات متنوعة غير السياسية دبلوماسية جمعتها قبل الاستوزار بسفراء عدد من الدول بينهم ناطقين بغير العربية بلغات أعجمية تجيد المنصورة منها عددا بطلاقة وفصاحة من غير ما رجفة ورهبة وكبكبة ليست معهودة في الدكتورة مريم. ولكن هذا لا يعنى كما يفلسف زكى ويجدني اشاطره قوله لكل جواد كبوة وفيلسوف هفوة دونما إشارة للمنصورة عيناً، لم أشأ ان أكرر سؤالي للحبيب زكى عن رأيه  في مشاركة حزب الامة القومي في إدارة الفترة الانتقالية وقد أجابني سلفاً  في بعض سلسلتي المستمرة معه صندوقاً ابيض لسيرة الإمام وخازن أسرارها عشرين سنة اميناً عليها وفياً وخادمها بفدائية، أجابني مستعيراً لسان الإمام الفصيح المبين الرافض مشاركة حزب الامة القومي في اجهزة السلطة التنفيذية الانتقالية محبذاً حال استدعاء الضرورة قصر المشاركة تشريعياً لو قامت لها قيامة ببروز مؤسساتها المختلفة، قرار مشاركة الحزب  في غيبة الإمام السرمدية مشرعنة بآرائه ووجهات نظره وشهاداته التي لم يكتمها، ذلك وعطفاً لقول للإمام أنهم  في حزب الأمة القومي لدى ارتضائهم خياراً بالعمل في إطار تجمع أو تكتل سياسي عريض يقدمون خياراته وقراراته الكلية على مواقفهم الحزبية ويمنحون للعضوية الممثلة مطلق حرية التماهي، قيادة الحزب الحالية ارتضت المشاركة خياراً  في النسخة الثانية للحكومة الانتقالية ودفعت بالمنصورة بحَول الله مريم لشغل منصب وزارة الخارجية لتغدو امرأة الدبلوماسية السودانية الأولى، المنصب الذى شغله جهابذة سودانية يتعبون كل من يجئ من بعدهم ولو كانت مريم المنصورة المرتفعة سقوفات الطموحات السودانية  في أدائها لذا هم لها بالمرصاد وشاء حظها أن أداءها لمطلوبات الموقع ابتدأ بمباراة من العيار الثقيل خارج الأرض دون تمرين قوى فبدا مظهرها دون طموحات مرتفعة فيها بخلفيات بنوتها لإمام  المنصات والمنابر وخلفها لأسماء عياريتها  بمن غلت أثمانهم من نجوم ورموز سامقة وشاهقة تمضى المنصورة رويدا رويدا علي دربها الهوينى ويرتفع اداؤها، أعرف قدرات الدكتورة مريم الصادق وزيرة الخارجية ويوماً ناصفتها حلقة تلفزيونية على الهواء مباشرة فلمست سهلاً ممتنعاً ومباشرة لكل القضايا و مخاطبةً ورصانة،وليتك مريم تنتصرين للذات والحزب ببيان غير تبيان الوزارة و تعتذرين لكل من مسه الضر من تصريحاتك إن كان ممن أساءوا فهمك أو مستهدفينك حتى كلاهما عنك يرضى ، تلك هي شخصية رجل َوامرأة الدولة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق