سياسة

كلمة معهد جنيف لحقوق الإنسان

في الثامن من آذار/ مارس من كل عام يقف العالم ليحي المرأة … نصفه الذي ما يزال يبحث عن حقوقه في المساواة وعدم التمييز واللاعنف والكرامة الإنسانية! يقف إعلاناً للاحتفال باليوم العالمي للمرأة وهو اليوم الذي اعتمدته الأمم المتحدة منذ العام 1977 يوماً عالمياً للمرأة لفتاً لأنظار العالم إلى قضية المرأة، حيث يحتفل في هذا اليوم بإنجازات المرأة في كل المجالات اعترافاً بحقوقها الإنسانية والمدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية. وموضوع احتفالية هذا العام هو „المرأة في الصفوف القيادية لتحقيق مستقبل من المساواة في عالم كوفيد19″ ويراد منه الاحتفاء بالجهود الهائلة التي تبذلها المرأة والفتاة في كل أرجاء العالم في سبيل تشكيل مستقبل ينعم بمزيد المساواة والتعافي الأفضل من جائحة كوفيد19 كما أن هذا الموضوع يتماشى مع الموضوع الرئيس للدورة 65 للجنة وضع المرأة „المرأة في الحياة العامة، والمشاركة المتساوية في صنع القرار” وحملة جيل المساواة الرائدة، التي تدعو إلى حق المرأة في صنع القرار في جميع مجالات الحياة، وحقها في الأجر المتساوي، وتحقيق المشاركة المتساوية في الرعاية غير مدفوعة الأجر والعمل المنزلي، ووضع حدّ لجميع أشكال العنف ضد المرأة والفتاة، وتيسير خدمات الرعاية الصحية اللازمة لاحتياجاتهن. 

فعلى الرغم من كل الإنجازات التي شهدتها مسيرة المرأة، لا تزال الإحصاءات والبيانات تحدث بأن النساء هن الأكثر عرضة للعنف والتمييز واللامساواة، وأنهن الأوفر حظا من الفقر والأمية، والأقل نصيبا من التنمية والمشاركة في الحياة العامة، وأنهن الأكثر تأثرا بالحروب والنزاعات المسلحة، وأن حقوقهن السياسية والمدنية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية هي الأكثر انتهاكا، مما ينبئ بأن الطريق أمام استيفاء المرأة لحقوقها الإنسانية لا يزال طويلا، غير أنه ليس مستحيلا!

معهد جنيف لحقوق الإنسان يهنئ النساء في كل أنحاء العالم في يوم المرأة العالمي، ويدعوهن للتمسك بالوعد بإنهاء العنف ضدّهن. ويشيد المعهد بالجهود المبذولة والمبادرات التي أطلقتها كل من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والتي تركز على القضاء على جميع أشكال العنف ضد النساء والفتيات، وتدفع بها إلى دائرة الضوء وتضعها في طليعة الجهود الرامية إلى تحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة بما يتماشى مع أهداف التنمية المستدامة. إرساء لقيمة المرأة واعترافاً بحقوقها الإنسانية، ونؤكد التزامنا الجاد تجاه قضايا المرأة وتعزيز حقوقها الإنسانية، ونحيي كل نساء العالم اللائي يعملن ويجهدن من أجل أسرهن ومجتمعهن دون كل أو ملل غير عابئات بحلكة الظروف وصعوبة المقادير.

ويواصل معهد جنيف لحقوق الإنسان عمله مع جميع الشركاء حول العالم بهدف تمكين النساء ورفع الوعي بقضايا حقوق الإنسان للمرأة. والمعهد إذ يحتفي بيوم المرأة العالمي يدعو دول العالم إلى الوفاء بالتزاماتها الدولية الناشئة من انضمامها للاتفاقيات الدولية التي تكفل حقوق النساء، كما يدعو للإسراع بإلغاء كافة الأحكام التمييزية في التشريعات الوطنية بما يتوافق مع مبدأ سمو الاتفاقيات الدولية على التشريعات الوطنية، مثل تلك الأحكام التي تحرم المرأة من حقها في منح جنسيتها لأطفالها وزوجها في بعض الدول، ومثل الأحكام المتعلقة بجرائم الشرف، وبعض أحكام قوانين الأحوال الشخصية، والمواد التي تنتهك حقوق المدافعات عن حقوق الإنسان، والأحكام المتعلقة بحقوق العاملات المنزليات المهاجرات، وغيرها إضافة إلى ضرورة سن قوانين تجرم العنف الأسري والإتجار بالنساء والفتيات.  ولا يفوتنا في هذا اليوم دعوة الدول التي لم تنضم بعد لاتفاقية الأمم المتحدة للقضاء على كافة أشكال التمييز ضد المرأة (سيداو) والبروتوكول الملحق بها بسرعة الانضمام. ويؤكد معهد جنيف لحقوق الإنسان عبر برامجه وأنشطته ومشاريعه المختلفة التي تنال المرأة جزءاً كبيراً منها، التزامه تجاه قضايا المرأة في العالم وبتركيز خاص على منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والتي لا تزال أوضاع النساء فيها تعاني من عدم المساواة التامة، والتمييز المبني على أساس الجنس، مما يجعلها تتعرض للعديد من أشكال الانتهاكات المروعة والمستمرة. ويأمل المعهد في تحقيق مستقبل تسود فيه العدالة والمساواة بين النساء والرجال دون تمييز في المشاركة في الحياة السياسية والاجتماعية، وبذلك يتحقق هدف مهم من أهداف التنمية المستدامة2030.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق