ثقافة وفن

كلمة معهد جنيف لحقوق الإنسان

بمناسبة اليوم العالمي للصحة

في اليوم السابع من أبريل/ نيسان من كل عام تحتفل شعوب العالم بيوم الصحة العالمي بُغية لفت الانتباه إلى تعزيز أسلوب حياة صحي مثالي وحريّ به أن تعقد احتفالاته بتصميم يجذب الناس إلى القيم المعزّزة للصحة بمختلف أنواعها بدنية كانت أو نفسية أو غيرها مما يستدعي التعاون من كافة الأطراف الداعمة للإنسانية من منظمات دولية أو إقليمية تهتم بمحور الإنسان وقضاياه المختلفة. وقد شاءت الأقدار  أن تستقرّ جائحة كورونا لعامها الثاني في تهديدها لصحّة البشرية في مختلف بقاع العالم رغم أنّ الكثير من الدول تعامل معها بسياسة التعايش الحذر وفق ضوابط صحّية وهذا نفسه يمثل تحدّياً صعباً للمجتمع الإنساني يتطلّب تعاوناً وتعاضداً بين كل فئات المجتمع مما يؤكد أهمية الاحتفال باليوم العالمي للصحة ويقوم المحتفلون فيه بالتوعية والتنوير  بضرورة الاهتمام بكل من شأنه مكملاً للصحة مثل الغذاء الصحّي الشامل وممارسة الرياضة بانتظام وما إلى ذلك، فضلاً عن إفهام الناس بمضار  البدانة باعتبارها خطراً متمدداً بصورة كبيرة.

إنّ الاحتفال باليوم العالمي للصحة يشير بصورة لا تخطئها العين إلى أنّ الصحّة تحمل في باطنها مفهوماً واسعاً ليس فقط تجنّب مرضاً أو وباء بعينه وإنما تتجاوز ذلك إلى أن سلامة الجسم مع سلامة العقل صنوان لا يستغنى أحدهما عن الآخر، وحتى نبني عقولاً صحية متينة لابد أن نبني قاعدة صلبة لنظام صحّي يقهر كل التحديات الطارئة التي تهاجم الإنسانية كل حين، وهذا ما أكّده المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، بأن “أفضل دفاع نملكه في وجه أي فاشية هو متانة النظام الصحي. وقد أظهرت جائحة كورونا مدى ضعف العديد من النُظم والخدمات الصحية حول العالم، مما أرغم البلدان على اتخاذ خيارات صعبة بشأن السبل الأفضل لتلبية احتياجات شعوبها”. للعام 2020 وما زالت آثار ذلك مستمرّة في العديد من البلدان. وفي الاحتفال باليوم العالمي للصحة ينبغي أن تُرتّب الأولويات للخدمات الأساسية حسب أهميتها مع الحفاظ على استمرارية تقديم الخدمات الصحية اللازمة، فضلاً عن القيام بخيارات استراتيجية تضمن تحقيق أقصى استفادة للسكان من الموارد الطبية التي باتت محدودة أكثر فأكثر. وسيتعين كذلك على البلدان أن تمتثل لأعلى المعايير الاحتياطية، لا سيما ممارسات النظافة الصحية، وتوفير الإمدادات اللازمة للعاملين الصحّيين، بما في ذلك معدّات الحماية الشخصية. كل ذلك يتطلب تخطيطاً محكماً وإجراءات منسقة بين الحكومات ومرافق الرعاية الصحية ومديريها. فالنُظم الصحية المتأهبة والمنظمة تنظيماً جيداً من شأنها أن تتيح الخدمات الأساسية خلال فترات الطوارئ على نحو منصف يقلّل من عدد الوفيات المباشرة ويمنع حدوث الزيادة في عدد الوفيات غير المباشرة.

معهد جنيف لحقوق الإنسان في احتفاله باليوم العالمي للصحة يترحم على الضحايا الذين أودت بحياتهم جائحة كورونا وهم عدد لا يستهان به ويتأسف لسقوط ضحايا منهم لعدم وجود الرعاية الصحية الكافية التي بمقدورها إنقاذ الحياة خاصّة في بعض دول أفريقيا والشرق الأوسط، ويناشد الجميع أن يواصلوا الاتّباع للإرشادات والنشرات التي تصدرها المنظمات الصحية لتجاوز أزمة الكورونا في نسختها الحالية، ويكرر معهد جنيف لحقوق الإنسان الإشادة بدور الجنود المجهولين من الجيش الأبيض وكل العاملين والعاملات في الحقل الصحي من الأطباء والطبيبات والممرضين والممرضات الذين ظلوا يقدمون حياتهم من أجل أن يعيش غيرهم في مشهد بطولي تهتز له الجبال العواتي. ويرفع المعهد القبعات لهؤلاء الأبطال ويرفع أكف الدعاء سائلاً المولى عز وجلّ أن يتجاوز العالم هذه الجائحة وتعم الصحة والعافية كل أرجاء الدنيا.

جنيف 7 أبريل 2021م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق