ثقافة وفن

عندما تناجي الطبيعة لون الماء قائلة هل من مزيد؟

د . عبير عامر بشير (2/2)

د. محمد بدوي مصطفى

في أحاديث مطولة عن الفن وفلسفة الفن وجدت أن الفنانة د. عبير بحر زاخر بفن الأدب وترجمة الألوان إلى معارف معجمية أو لنقل إلى رسائل أدبية. قليل أن يجمع الفنانون بين الرسم والأدب، أو لنقل أنها تجربتي، ولكن نحن الآن مع حالة خاصة، لدكتورة متميزة تجيد اللون والكلمة على حد سواء.

تذهب بأحاديثها لتقول لي كلامًا، مسجوعًا، شاعريًا، هامسا، ناغمًا وجميل إلى درجة الثمالة، هاكم بعض ما قالته:

ستبدأ الانسانية في التحسن عندما نأخذ الفن مأخذ الجد، فرسالة الفن يحملها ذاك المهموم الذي يحمل عبراته لتترجمها الألوان، والخطوط والابعاد والظل والشفافية، لترسل لنا عالماً يسحر ابصارنا ويروي ظمأ خلفته عثرات الحياة، ليشبع وجداننا بأحاسيس تتناغم وتتآلف بإيقاع جاذب وأنيق ويظل ذاك الفنان يبحر في الخفايا رمزا ولونا وبعدا ومنظورا نغوص حوله لنتشبع بجمال ما نراه. تلك الرسالة التي تعمل على يقظه المجتمع من الركود والانحدار لقياده العالم فكريا نحو توجه فني منطلق بأنامل مبدعة لها بصماتها الخاصة والحس الفني لإيصال هذه الرسالة القيمة، وكل شعب له فنه الخاص وصبغته التي تميزه. وقد انجبت بلادي من الفنانين من يرسمون جمال بلادي (السودان) من ترامى أطرافها الغنية ثقافه وطبيعة. تلك الطبيعة الغنية هي كانت نشأتي التي فيها متعدد الالوان من خضرة الزرع، حيث تنبت اغصان القطن وسنابل القمح (مشروع الجزيرة) ومساحات من جمال الارض التي اكتست جمالًا واخضرارًا، والمياه تنساب لتروي دواخلي شغفا لهذه الالوان المستمدة من زرقه السماء ومن دفء الشمس. وكانت تجربتي للألوان المائية هي الاكثر شغفا وحبا تلك الاحجار التي تصنع انسياب لونى يتدفق بكل شفافية ليسحر الرائي ويظل يسكن صمتا امامها؛ مما تدعو للتأمل وممارسة عباده التفكر في صنيع المولى عز وجل سبحان الله هذا الجمال في الطبيعة يعطى عمقا في العمل ويثير احساس المتلقي في اطاله النظر والتمعن.

لقد خضت أيضًا تجربة الفن التجريدي في لوحات متعددة الموضوعات تناولت من خلالها المرأة هي التي تعنى الكثير من الدلالات العميقة المعنى ذات الشموخ والعنفوان والقوة تلك الرمزية التي تجسد النحو البلاغي المجازي الذي يمنح المتلقي، المتعة الجمالية البلاغية بمكوناتها الجوهرية وفقاً لمبدأ مزدوج الاختزال /الكشف ليأتي العمل بمثابة موقف بصري جمالي مدجج بالعلامات و الرموز تنمحي معه الحدود نحو تفاعل كبير بين العين الباحثة و الفضاء المشكل و تأتي بعض الرمزيات في بعض اللوحات مستمده من البيئة و الثقافة هي آليات الفنان لإدراك جوهر الموضوع.

ظهر هذا التجريد المبسط من المسطحات العميقة المعنى لتعطي القارئ متعة بصرية من خلال الشكل واللون والفراغ وهذا التباين والوحدة والتناغم والانسجام متاهة جمالية هي جوهر الممارسة الفنية لدي حيث يكون العمل الابداعي تعميق للوعي بالحاضر واستشراقاً ضمني للمستقبل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق