آراء

غوايات

الكتابة ... داخل اللغة وخارجها

عماد البليك

هل لعملية الكتابة علاقة باللغة التي يكتب بها الشخص أم انها أقرب إلى عمل مرتبط بالأداء التخييلي للدماغ؟

بمعنى أوضح إذا كان شخص ما على درجة معينة من إجادة عدة لغات فهل يمكن لمستوى التخييل ان يأتي بالمنظور نفسه؟

وهل صحيح ان اللغة الأم تختزن ذاكرة الأشياء والقدرة على التعبير أكثر من اللغات الأخرى التي قد يتعلمها الشخص في فترة لاحقة من حياته؟

بكل تأكيد فإن اللغة هي عملية معقدة جدا يصعب الفصل فيها بمجرد كلمة، فهي وعاء للعالم بحد ذاته في الذات الإنسانية، وبحيث يصعب ان نحصل بسهولة على التفسيرات الواضحة التي تشرح لنا سواء عملية الكتابة أو الكلام أو كيف تصنع الأفكار وتشيد في شكل تعابير منطوقة أو مكتوبة.

هذا مع النظر إلى الاختلاف الممكن بين الشفاهة والكتابة. وحيث ان الأولى تقترب من اللغة الدارجة في حين الأخرى هي الفصحى، في اللغة.

وإذا ما تعقد السؤال بدرجة ثانية، وذهبنا إلى الرسم بعيدا عن الكتابة، فيكون هناك الاستفسار الكبير حول التخييل في هذه العملية. . الرسم.

هل هو مرتبط بمجرد العين والمرئيات أم انه له ارتباطات لغوية أخرى، باعتبار ان جزءا من متشكلات الكلام واللغة هي صور في الأساس. .

فمنطوق كلمة «شجرة» مثلا هو معطى لصورة معينة في دماغ الفرد، وتختلف هذه المشهدية من شخص لآخر باختلاف البيئة والتجربة.

هناك نقطة أخرى وهي انه في الكتابة، يلعب رسم الحروف دورا مهما قد لا يشعر به البعض أو يستوعبه مباشرة في تشكيل أو استنطاق أفكارنا، وهذا ينعكس بدرجة أكثر ملموسية مع ظهور الكمبيوتر والكي بورد الذي عمل على إعادة رسم وتشكيل الكثير من مقتضيات فعل الكتابة، باختلاف ما كان عليه الوضع في زمن القلم الذي يتفاعل بطريقة واضحة مع اليد في تاريخ له عراقة منذ أزمنة الريشة إلى الأقلام والأحبار الحديثة.

لكن الكمبيوتر والكي بورد قد أعادا تكوين كثيرا من هذه الأدوار، بما جعل عملية التخييل نفسها ذات بعد أو مسار غير ما كانت عليه في الأمس القريب.

يبدو محصلة ما ورد في هذا المقال كمجموعة من الأفكار لوعي الكتابة كفعل بشري يتم بعدة طرق، داخل اللغة وخارجها.

داخلها في آليات الدماغ وعمله وطريقة الابتكار والموهبة والتخييل الفردي والمشترك الإنساني العام في الوعي الثقافي والاجتماعي.

وخارجها في الآليات الشكلية التي نظنها كذلك وهي أعمق بكثير من مجرد أقلام وكي بوردات وغيرها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق