غير مصنف

نحو مهارات الكتابة (24)

عبد الله مرير

ما هو دور الحوار في القصة وأدوات استعماله؟ (1)

يوصف الحوار بأنه الاتصال المباشر من حرف واحد أو أكثر في النص. يكون هذا التواصل دائمًا شفهيًا، باستثناء حالات الحوار الداخلي، حيث تتحدث الشخصية مع نفسها كما في (المونولوغ والمناجاة).

في أعمال الخيال أو الخيال العلمي، قد تتواصل الشخصيات مع بعضها البعض عن طريق الإيماء، التخاطب أو من خلال وسائل غير بشرية. يسمح الحوار بتبادل المعلومات، مما يعزز حبكة القصة. أي قصة تنطوي على نزاع بين شخصين أو أكثر يجب أن تتضمن حوارًا وإلا فلن تصل القصة إلى ذروتها وحلها أبدًا.

يعد الحوار أحد أهم أجزاء القصة لأنه يساعد في توصيف الحبكة وتطورها. إنها أداة أدبية قيّمة يمكن استخدامها في كل أنواع الروايات تقريبًا ليدفع القصة إلى الأمام.

الجزء المثالي من الحوار موجز وثاقب، واقعي ولكنه محرّر. مع تطوير الشخصيات في نفس الوقت. يكشف الحوار عما تفكر فيه شخصياتك وما تفعله وتشعر به، دون توضيح ذلك للقارئ.

حوار داخلي:

الحوار الداخلي هو شكل من أشكال التواصل حيث تتحدث الشخصية مع نفسها. في الأساس شكل من أشكال المونولوج أو مناجاة الكلام، يسمح هذا الجهاز للقارئ بمشاهدة الأفكار الداخلية للشخصية فور حدوثها، ونسخ شكوكهم وأفكارهم وعواطفهم على الصفحة. يأخذ الحوار الداخلي أيضًا شكل ذكريات الماضي. حتى لو كانت الشخصية لا تتحدث مع نفسها، إذا أظهر لنا الراوي ذكرى تفكر فيها الشخصية حاليًا، فإن تلك الشخصية لا تزال تقدم شيئًا ما للسرد عن طريق المحادثة غير المنطوقة، وليس من الضروري لأي قصة أن يكون لها حوار داخلي. ومع ذلك، إذا كنت تخطط لاستخدام أحرف ديناميكية في كتابتك، فمن المنطقي أن تُظهر للقارئ كيف يبدو العالم الداخلي لتلك الشخصية. غالبًا ما يكون تطوير شخصيات معقدة وثلاثية الأبعاد أمرًا ضروريًا لسرد قصة جيدة، وسيساعد على وجود ضوء في عقول تلك الشخصيات.

(قم بتمرين سريع قبل مواصلة القراءة، بكتابة مشهد مع الحوار يستغرق 10 دقائق. أو راجع مشهدًا كنت تعمل عليه. تذَكَّر، لديك ميزانية محدودة للجملة للعمل معها فيجب أن تُحسب كل كلمة. وما أن تنتهي، حتى يتبين إليك سمات هذا الحوار الذي أنجزته: هل حصل القارئ على لغة تخاطب مقنعة من حيث حدة أصوات المتحدثين ومشاعرهم واضطراباتهم، هل ترك هذا المشهد قيمة تفاعلية وتضامن من القارئ! وهل كشفوا للقارئ معالم وحقائق من شأنها المضي بالقصة إلى الأمام! الخ.

نصائح حول استعمال أدوات الحوار في أطوار سير أحداث القصة:

توقيت تضمين المحادثة في الوقت المناسب:

تبدأ القصة المشوقة على شكل نصٍ ذو حدثٍ يلفت أنظار القارئ أو بحوارٍ مضطرب ينبئ عن صراع. توقيت إدراج الحوار يعود إلى مهارة القاص بما يخدم غايته. عن لا يحتاج الحوار إلى أن يبدأ في بداية النص. عوضاً من ذلك، يمكنك بدء الحوار في البدء أو في منتصف الحدث إذا لزم الأمر.

قم بإزالة المحتوى الزائد:

من السهل أن تدع شخصياتك تتحاور باستمرار، لكن لا تسمح للحوار باختطاف روايتك. يجب أن يكون حوارك هو الجزء الأكثر تحريرًا في قصتك، فاطرح منه الأجزاء غير الضرورية التي ننسى غالبًا عندما نتذكر محادثة في أذهاننا.

قم بالكشف عن شيء ما يتعلق بالشخصية:

الحوار هو المكان المثالي لاستكشاف التوصيف. ما تقوله شخصياتك وتدَّعيه لا يقل أهمية عما يحجمون عنه، خاصةً إذا كان القارئ مطلعًا على ما يحجمون عنه. يمكنك أن تكشف الكثير عن شعور شخصياتك تجاه الشخصيات الأخرى والموضوع الذي تتم مناقشته من خلال ما يختارون قوله. الحوار ينطق ماهية ملامح الشخصية ودورها. استخدم الحوار كفرصة للتنبؤ بحدث مستقبلي ينطق عن ملامح الشخصية المتحدثة.

قم بنقل القصة إلى الأمام:

يمكنك استخدام الحوار لمشاركة الخلفية الدرامية، دفع القصة إلى الأمام. اجعل شخصياتك تواجه بعضها البعض بالصراع القصصي، ثم قم بتوثيق ردود أفعالهم. في القصة التي تحركها الشخصية، فإن ردود أفعال شخصيتك هي الدوافع التي تشكل الحبكة.

قم بضبط مشاعر الحوار:

يمكن أن يساعدك حوارك في نقل الحالة المزاجية المقصودة لمشهد معين. المزاج هو الطريقة التي يشعر بها القارئ عند قراءة مشهد. يمكنك اختيار الطريقة التي تتحدث بها شخصياتك مع بعضها البعض. هل هم غاضبون؟ هل هم متفائلون؟ ما الذي تود أن يشعر به القارئ في هذه اللحظة؟

قم بإنشاء أصوات فريدة:

يجب أن تبدو كل شخصية في روايتك فريدة من نوعها. – كل شخص قابلته في الحياة الواقعية لديه طريقة مميزة في التحدث- يجب أن يكون الشيء نفسه صحيحًا مع شخصياتك في القصة. فكر جيدًا في الطريقة التي تتحدث بها شخصياتك وركز على شخصياتك الرئيسية. ما هي الكلمات التي يستخدمونها بكثرة؟ ما هي الكلمات التي لا يستخدمونها أبدا؟ هل كلامهم واضح وصريح؟ أم أنها منمقة ومزخرفة؟

(بعض الجمل التي قيلت على لسان بعض الشخصيات في القصص الناجحة ما تزال متداولة ولا تغادر مخيلة القارئ. ربما هي كلمتين أو جملة من تهكم أو عادة جرت على لسان تلك الشخصية التي ما فتأت ترددها في معظم حديثها).

لغة سرد الحوار:

لإنشاء حوار جذاب يدفع قصتك إلى الأمام، استخدم جمل قصيرة عندما تريد الصراع في الحبكة وخلق جو متسرع أو متوتر. استخدم جمل أطول عندما تريد شرح أو استكشاف التوصيف. استخدم مزيجًا من الجمل القصيرة والطويلة عندما تريد خلق صراع على قرار بين الشخصيات.

حدد عدد الأشخاص الذين يتحدثون:

قد يكون لديك خمسة أشخاص في مشهد واحد، لكن لا ينبغي أن يتحدث خمسة أشخاص. لماذا ا؟ من المربك للقارئ مواكبة خمس وجهات نظر مختلفة. بدلاً من ذلك، اسمح لشخصين أو ثلاثة فقط بالتحدث في أي وقت. بهذه الطريقة، يمكن للشخصيات المحورية في المشهد نقل أهم النقاط في المشهد.

استخدم لغة الجسم:

الحوار أكثر من مجرد كلمات. عند كتابة حوار، سجل أيضًا كيف تتصرف وتتفاعل الشخصيات جسديًا. وثق مواقف شخصياتك وطريقة أصواتهم وأفعالهم. هذا يمكن أن يضيف ثراء إلى المشهد.

تحدث عن حوارك بصوت عالٍ:

بعد كتابة الحوار، من الضروري قراءة ما كتبته بصوت عالٍ. بهذه الطريقة، يمكنك معرفة ما إذا كان حوارك يبدو صحيحًا للشخصية. تساعدك القراءة بصوت عالٍ أيضًا على تحليل إيقاع المحادثة ككل. هل تتدفق؟ هل تلكأت؟ هل الإيقاع الذي أنشأته يساهم في الحالة التي تحاول نقلها؟

يتبع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق