ثقافة وفن

الحب في زمن الكورونا

الشاعرة والكاتبة المغربية الأندلسية

نادية بوشلوش عمران

هو الحب في زمن الكورونا، لا يعرف مستحيلا ولا يختبأ كحبة الخردل في عالم الغيب، هو الحب الشاحب المقهور بين الإرادة وبين الخضوع لضعيف غالب، وأقوى لا يقهر، جند من جنود الله مرسول في شكل فايروس كورونا. كيف يا حبيبي ستحملنا الشمس بين جفنيها لنشفى وطيف الفايروس يلتصق بنا ويعمل كألاف الجيوش تقتل تهدم تصفع وتبتسم.

يا روح الروح:

وأنا أكتب لك هاته الرسالة، أرتعش بالحمى وبالقهر وبضيق التنفس، عساني أتخلص من سجن جسدي وكل هواجسي لهذا المرض اللعين، يقولون إنه جاء من الصين، هو زمن طريق الفيروس وليس طريقا الحرير. ألا وا أسفاه على قوافل الحرير لو عرفت زمن كورونا…..

يا كبدي:

ويا أيها القلب الذي أحب وخلقت له، جبلت له وكنت العرش والملكوت والحب والحياة و الشيهان العربي الأصيل و الأسد و الفارس و الشاعر، و إشراقة صبحي و مسائي، و باقي كل حياتي و كل من مر من ذكرياتي و كل ما أملكه من ملكوت….

حبيبي:

القمر عند شرفتي بالليل الرومانسي الصامت، يحدثني عنك وأنا في فراشي أرتعش حمى الكورونا، حبيبي لازلت أعراض المرض تظهر في رويدا رويدا، ولا أحبذ فكرة وجودك هنا، حتى لا تمرك العدوة مني. أعلم حبك وإخلاصك …! 

حبيبي:

زمن الحب في الكورونا زمن صعب، كزمن الحب في الكوليرا، كلاهما وباء في وباء، ويا قرة عيني، إنني أحيانا أهتف باسمك في لحظات الضعف وأتمنى فعلا وجودك بقربي حتى تواسيني، لو رحت سيبقى جسدي بين يداك تدثره والروح فراشة بيضاء بأجنحة بيضاء شفافة تدور من حولك بالعوسج وبالياسمين تشهد دفني هلوسات مرضي، لا تأخذني عليها إن نسيت الخطورة وإن أخطأت في الرغبة بقربك

لا تأخذني إن أخطأت أو نسيت

صمت صاخب يناطح كل أفكاري، لا يدعني أفكر في النهاية، لأن من يحب لا يريد الهجرة إلى الديار الأخرى وترك حبيبه

زمن قاتل صعب قوي يا حبيبي، زمن الحب في زمن كورونا، كم بت أحلم بأن تهواني وأهواك. وحين كتب الله لنا الحياة، ضعفنا وتقهقرنا ولم نستطع الكره ولا الرجوع إلى نقطة الصفر

أحبك

أعشقك

أهواك في زمن الموت وزمن المرض، كل لحظات السعادة لازالت بين عيناي مرسومة هنا يخلدها القلب بأمل الحب بظهور البنفسج وبألوان شقائق النعمان، عروسة بثيابها البيضاء باسمة وعريس بقوله الأبيض فراشة الربيع بين حقول البراري الخضراء المزهرة بكل زهور الجنة، وموسيقى راقصة على أنوار الشموع وليلا على نور القمر جلسنا تعزف معزوفة المنولايت، وانتظرنا سويا لحظات شروق الشمس معا، نتهامس نتغازل تتراقص ونغرس الفل والياسمين والزهر في شفق الشمس التي كانت تشرق في عيوننا الشرقيتين

حبيبي

زمن وذكرى وموسيقى حالمة وفرحة لازالت على شريط شعري، عناقيد العنب تتدلى على مياه البحيرة الخضراء وأوركيدا تكتب فيها أسامينا وتمحوها لحظات مطر ناعم. وأغاني فيروز تملأ عينينا حبا.

حبيبي

أظن أن الحمى لازالت ترتفع وكورونا، تتخبط في جسدي كما تحب وحياتي ما بين قوسين، ضعف في ضعف من قوي ضعيف يتغزل في بفايروس الكورونا في قصيدة ثائرة جبارة قوية عنيفة، هل سات بدون عقاقير، وكأنني عاصفة من الجنون تبحث عنك، كتبت اسمك في قلبي. هلوسات اللعنة كل يوم…

حبيبي

أنفاسي، ما بين صعود وهبوط تحتضر، الفراشات ترقص في شكل دائرة أمام أعين وألمح ألمك من بعد وحزن عينيك

حبيبي

لا تقترب لا تبتعد لا، اذهب لا أريدك معي أن تراني في لحظات الضعف. أهون على أن ترحل رغم ذلك الحب.

حبيبي

تبا أو ألف تبا لهذا الحب وإهانة الكورونا تبقى ألف تبا، لهذا الحب الذي لم يكتمل في زمن كورونا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق