آراء

في الهدف

على باب وزير الشباب والرياضة

أبوبكر عابدين

قال رجل حكيم ذات مرة : ( عليك بطريق الحق ولا تستوحش قلة السالكين، وإياك وطريق الباطل ولا تغتر بكثرة الهالكين..

بين العقل واللسان علاقة عكسية، فكلما كان اللسان طويلاً كان العقل صغيرا.. حدثنا الإمام في خطبة الجمعة عن فضائل الوزير والوزارة وعن الصبر والطاعة والإذعان، لكنه تناسى أن يذكرنا بالشفافية والمؤسسية والنظام!! وحينما ذكرناه امتعض ثم كشر وقام بنا مصلياً وقال:وعليكم السلام! إذا سمعتم عني فاسمعوا مني فالإنصاف واجب في مسائل الخلاف. سعيت لنقل وظيفتي للتلفزيون القومي من وزارة التربية والتعليم ليس تقليلاً من شأنها فهي مهنة الأنبياء والمرسلين، وأعتز وافتخر بسنون عملي بها، بيد إن حوش الإذاعة والتليفزيون هو داري الأولى التي فصلني منها نظام الإنقاذ المباد، وفشلت المساعي، بفعل طابور خامس لايزال يمسك بخيوط الإعلام من أعلاه إلى أدناه!!

صديقي العزيز أيمن سيد سليم وكيل وزارة الشباب والرياضة، سعي بين صفا الوزارة وانتباه الوزير،. وعندما تعثر الأمر طلب خدماتي بوزارة الشباب والرياضة الإتحادية ووافقت ومن ثم بدأت الإجراءات ولم تنتهي..  دخلت أروقة الوزارة مديراً للإعلام والعلاقات العامة بحكم وضعي الوظيفي (بالدرجة الثانية) ووجدت استقبالا وترحاباً من الخفير وحتى الوزير.  لم يقصروا معي أبداً أبداً من مكتب محترم وسيارة الخ.. ولكن..  انتبهت منذ اللحظة الأولى إلى أن الوزارة بدون ميزانية وقيل لي إن المالية لم توفر لهم سوى ١٠٪ مما هو مطلوب لتسيير العمل!!  الملاحظة الثانية إن العمل يسير من الأعلى وبأموال ضخمة ولكن غابت الشفافية عن مصادر تلك الأموال!!؟  أسابيع السلام ومؤتمر اقتصادي وسمنارات وغيرها وكل شيء يدور دون أن تكون لمدراء الإدارات علم بها وبتفاصيلها!!  الوزيرة الشابة والتي تفتقر إلى الخبرة العملية تحيط نفسها بمجموعة مستشارين من خارج الوزارة وتحديداً من المنظمات الأجنبية وهذا هو محور التساؤلات والعجب!!؟؟  تقوم المنظمات المختلفة بتنظيم كل شئ من خلف مدراء الإدارات وهم(آخر من يعلم) لا مؤسسية ولا شفافية عن مصادر الأموال المتدفقة وكيفية صرفها، وذلك لأنه كله يتم تحت لافتة الوزارة المحترمة وزارة الشباب والرياضة!!  الوزيرة تتصرف وكأنها من وزراء العهد البائد هي الآمر الناهي تشخط هنا وهناك بصوت عالٍ رغم إن خبراتها في العمل تساوي صفراً مقارنة بمن أفنوا سنوات عمرهم في العمل العام!! وزراء العهد السابق كانوا يمارسون الدكتاتورية مستندين على تنظيمهم السياسي وتناست الوزيرة إن العهد الديمقراطي الجديد أساس العمل فيه هو الاستناد إلى القانون واللوائح وليست هناك حصانة أو سند إلا الحق والواجب فقط، ولكنها آثرت العمل بعقلية العهد الديكتاتوري البائد! الوزيرة تقرر وتنفذ بواسطة (المنظمات الأجنبية وما أدراك ما المنظمات الأجنبية والتي تحتاج إلى فتح ملفاتها هي الأخرى في مقبل الأيام) بينما السادة المدراء في غياب وتغييب متعمد!!

* سألت عن قصر الشباب والرياضة بحكم وضعي الوظيفي فقيل إنه يتبع للوزيرة مباشرة ولا شأن للإدارات به وللقصر استثمارات متعددة لا نعلم عنها شيئا وقيل إن لها مدير يتبع للوزيرة مباشرة!!!

* يا ترى هل أكون أحد تروس ذلك الفساد الإداري وعدم المؤسسية وعدم الشفافية وادور في فلكها وأستمتع بما وجدته من حقوق وألزم الصمت مع صراخ الضمير، أم أبتعد وأقول ما أراه خطأ واجب التغيير وتصحيح المسار؟؟ وفضلت الابتعاد.  الوزيرة لا أعتقد بأنها الشخص المناسب لقيادة ذلك المجال لعدم الخبرة والشفافية وتعاملها مع الأمر وكأنها ناشطة تحلم بأيام الاعتصام في القيادة وكأن النضال ضد النظام البائد قد بدأ بها وانتهى متناسية إن النضال فعل تراكمي امتد من ٣٠ يونيو١٩٨٩م وحتى اللحظات الأخيرة وهناك من حمل لواء المعارضة له منذ ذلك الحين ولكنه عف عند المغنم بينما البعض ظهر في تلكم السويعات وحث الخطى للمغانم والاستوزار دون أدنى مقومات له وتلك آفة ثورتنا ونظامنا الحالي الذي ظل يترنح بفعل ضعف القيادة مجتمعة وظل الشارع في صدمة مما يحدث.  الأمل في ذهاب كل الوزراء الفاشلين غير مأسوف عليهم إبتداءً من وزيرة الشباب والرياضة مروراً بوزراء الزراعة والصناعة والتجارة والإعلام والمالية، ولابد من وجود سلطة قوية ذات كفاءة وهيبة وقوة.

* كنت أود في تنظيم مؤتمر صحفي أرد فيه عن كل الأسئلة والتساؤلات ولكن أتمنى أن يكون ذلك المقال العمودي كافٍ.. وأرجو ألا أعود لنفس الموضوع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق