
عاصم البلال الطيب
ست الشاي
ابتلع ماء النيل المقال وغلب ذكاء سمارت فون القدرة على دقة التصويب و الإرسال وتجنب التكرار، جهلنا نحن أميو التقنية الحديثة يتسبب لنا في خسائر ومصائب وفظائع، فكم من جمل ومشاهد للحياء خداشة وأسرار انسربت من بين الأصابع لفضاءات ولجج الأسافير لجهالة تكنولوجية، وقعت في الافخاخ ولكن على خفيف مرات ولكن تجنبت مشقة ذلك بالتحايل والتفاطن الغبي، اما طامتي الكبرى، فقدان عشرات المقالات بعد رهق وعصف ذهني يستغرق ساعات، يستحسنه من يفعل ويحتسبه من ضرب الخارم بارم من يحتسب ولوجه الله يمقت أو بمعرفية يظنها حصرية، فقدان مقالات في رمشة عين بالحذف لدى الإرسال وبالضغط على زرار المسح، قبيل العيد انتابتني غضبة مضرية تجاه السماسرة والوسطاء، فضربت قبالة النيل وشطه الرخيم ولو شمطت الخرطوم، جلست كما هي من عاداتي لدي ساحة بائعة شاي، مقطعوية عُرفية، نسوة مكافحات يستحققن أكشاك صغيرة تحميهن وتجمل المدينة ، استندت على كرسي ومددت الرجلين على آخر، وعكفت على صب جام غضبى علي السماسرة والوسطاء كتابةً مع طلب للمشروبات بالتناوب عدلا للمزاج المعوج وتسديدا لأجرة استغلال الساحة ومعدات وأدوات صاحبتها الشريفة، ويرتفع جام غضبى كل ما لبت البائعة طلبا بكباية لإحساس بمعاناتنا سويا من عبث السماسرة والوسطاء بالمضاربة والمقاتلة لنيل الأموال حلالا حراما ليس بفارق اللهم إلا من قلة تمتهن السمسرة والتوسط بمعرفية ومنهجية مثل قدامى المحاربين في مختلف المؤسسات والمصالح بعد الترجل، كانوا قلة يعدون على اصابع اليد في كل نشاط ومجال يقدمون الخبرات ويبيعون للناس الخدمات والتسهيلات بتعرفة المعقولية، هذا قبل انتشار الداء وتورم سرطان عددية السماسرة والوسطاء من مختلف الفئات العمرية الشابة منها خاصة بتسهيلات من الدولة الرسمية الفاشلة عقود من الزمن تسببت في ارتفاع الأسعار وقيمة كل الحاجيات وانخفاض قيمة الإنسان كل ما ابتاع واشترى، وانا وبائعة الشاي من الضحايا، شحنت مقالتي بعبارات بعضها لم يخل من سفه وكلها أسف، اكملتها بعد معاناة وجهد من الإحساس جهيد، لم ارحم جل السماسرة والوسطاء واحتفظت بالتبعيض تزكية للأطهار واعترافا بفضل هذه الفئة وأهميتها مع الضبط والربط بإحكام وتدقيق لدى منح الرخص لمزاولة المهنة، لدى كل تبعيض أذكر عبارات الشكر والامتنان من سودانيي المغتربات والمهاجر لتجار العملة وقد شكلوا لهم صرافات تحويلية بديلة هربا من سياسات الثلاثينية الاقتصادية وإضرارها بشقي العمر، هؤلاء ممتنون لهذه الفئة وخدماتها البديلة للتعسف الاقتصادي في تلك الحقبة كما يتحدثون رفضا للنعوت الشريرة مطلقا علي هذه الفئة. علي اية حال بعد الفراغ من وتناول كبايات القهوة والشاي سقط المقال في لجة الأسفير وقد ضغطت على زر المسح لدى الإرسال للإعداد والتصميم وقلت ربما هذه من بركات وتجليات سماسرة ووسطاء غير معنيين بما تسافهت به ذكرا خاطفا لسيئة السمعة والصيت السبعة بيوت، إشارة لاختلاط الحابل بالنابل والاحرار بعبدة المال والشهوات.
فك التمساح
ومما سبحت لانتشله من بقايا ذاك المقال من بين أفكاك تماسيح النيل، سماسرته ووسطائه، أنى افتتحته من وحى وعقاب جلسة مع صديق بمحله التجاري الذي يتخذه حسب تتبعي دون تسقط وتجسس مخدعا لممارسة السمسرة والتوسط في كل شيء، وعجبت لسمرهم دون اكتراث بوجودي لرضائهم عن جملة السياسات الاقتصادية وان طالت ارزاقهم بحسبان انهم يتضررون من ممارسة السمسرة والتوسط بالتسبب في غلاء كل سلع واسباب الحياة، ابدوا إعجابا بالتشدد في ملكية السجل التجاري قطعا لكل من هب ودب للحصول عليه ومن ثم تأجيره بالباطل، ثم زادوا تعبيرا بالإعجاب عن الإجراءات في ما يلي قطاع السيارات الأمر الذى يخفف الضغط والطلب على الدولار ويمنح صحة وعافية للجنية، ثم يلتفت صديقي قبالتي وينسى أنه من ارابيب المهنة ذاما كل سمسار ووسيط يتسبب في ارتفاع وغلاء متطلبات وضروريات المعيشة كل ما وضع ربحه وحقه غير المشروع في سباق ماراثوني مؤذٍ، وددت لو صفقت له وما فعلت وتركته يتداعى حامدا هذه المرة تخصيص محال للبيع بأسعار منشآت مختلف المنتجات وداعيا لقطع الطريق عاجلا امام السماسرة والوسطاء بتوسيع مظلات ومواعين البيع في مختلف ارجاء المدن والقرى لتكون ساحات البيع المباشر في متناول خطاوى المتعبين والمنهكين، ويذكّر الصديق بإجراء تم الإعلان عنه مرة بتجهيز الميادين والساحات داخل الأحياء والفرقان والحلال لبيع الخضار واللحوم وكل المنتوجات ذات الصلة مباشرة من منتجيها للناس بأسعارها ويزيد او انا وحبذا لو أسهمت الدولة في دعمها بالنقل والترحيل تشجيعا للمنتجين ليجنوا ارباحا معقولة، بهذا وحده يمكن قطع الطريق على كل المضاربين تخريبا في كل شيء وضرا بالناس وعلى انفسهم لو يعون ويعلمون كما تنبهت تلك الشلة والثلة لابتلاع خرابة سمسرتهم وتوسطهم للربح حلالا حراما في كل نفس ولمحة ما يكسبون في طرفة عين ثم يخسرون في غمضتها، الا ليت قومي من يسمسر منهم ويتوسط ضفاريا يرعوى!