سياسة

بين البروف والبلوم …

وليد عبداللطيف دبلوك

نشرت بالامس حوارا اتى في ظروف غير عادية عن البروفيسور الكبير أبو حسن ابو اخصائي النساء والتوليد المعروف …
وقبل ذلك تحدثت عن معاناة الفنان والقامة الكبيرة الاستاذ عبدالرحمن عبدالله ، معاناته مع مرض اقعده عن الحركة ، وعلاجه ميسور في مصر والتكاليف لا تتجاوز الثلاثون الف دولار فقط .. تعجز الدوله بكامل تقسيماتها ان تتكفل بعلاجه ! وهو الذي قدم عمره كله لإسعاد الناس ، (شقيش قول لي مروح ) من منا لم يسمعها ويطرب لها .. شقيش في عرض ثلاثون الف دولار فقط …
والدكتور أبو حسن ابو ، هذا الرجل الذي أراني اوراق ومكاتبات وصلته من دول ومؤسسات صحية عالمية ، تطلبه للعمل بها ، وهالني ضخامة العرض و كبر المخصصات والامتيازات ، بخلاف الراتب الخرافي الذي عرض عليه … ومن إحدى دول الخليج رأيت عرض مفتوح له ليضع هو الراتب الذي يريد !! أي إغراء هذا ، من يستطيع ان يصمد امام هكذا عرض .. ؟
وحده الدكتور ابو حسن ابو ، يفعلها ويركل كل العروض ويقول وطني ثم وطني ..
خدم خمسة وستون عاما متواصلة حتى إستأصل المرض من السودان ، وعندما تقاعد نزل للمعاش براتب سبعمائة جنية فقط !!
يسألني بعض من قرأوا الحوار عن مرض الناسور البولي لدى النساء ، نعم لا ألوم من لا يعرف المرض لأن دكتور ابو قضى عليه تماما بفضل ابتكاره العلاجي .. رفض كل العروض مفضلا وطنه على كل المغريات التي عرضت عليه ، ولو كان قبلها لكان اليوم من اثرى الاثرياء .. دعاني الى الدخول على صالونه الواسع الرحيب ، وطلب ان الى الحائط ، ونظرت وهالني ما رأيت ، كمية ضخمة من الشهادات ، بالوان واشكال ، إقتربت لاقرأ ، من دولة انجلترا، من السويد ، من اليابان من ومن … الخ . من دول عديدة ، كرمته وقدرته ، وللاسف لم اجد للسودان على الحائط من متكأ .. شهادة واحدة من جامعة الخرطوم فقط .. واشار الى دكتور عمر الجزلي الذي اجرى معه لقاء في برنامجه التوثيقي العظيم (أسماء في حياتنا،) … لا وجود لحكومة السودان لا حضور لوزارة الصحة … لماذا هذا ..
لماذا لاتهتم الدولة برجال قدموا عطائهم للوطن ، مفضلينه على الثراء والمال الوفير .. أليس جدير بالوطن ان يكرمهم .. ام اننا نكرم المرء بعد رحيله مثل مافعلنا مع الفنان الراحل ابوعبيدة حسن … كان مخذيا جدا موقف الجهات الحكومية ألا تتواجد ولو حتى في تشيعه المتواضع ، يحضر سفير دولة كانت تقدم المعونة للراحل ، يحضر السفير التركي ولا وجود لمسؤول واحدا ….
عار على هذه الحكومة ان تتجاهل اشخاص في مقام دكتور ابو حسن ابو ، والاستاذ عبدالرحمن عبدالله .. رجال قدموا صباهم وشبابهم ورجولتهم ثم دخلوا في مرحلة كهولتهم ، أفلا يستحقوم من الدولة ان تقدرهم .
انه واجب على عاتق أولي الامر وليس تفضلا ولا منة ، اعطوا الوطن كل شئ ولم يرد لهم بعض شئ ..
اطلقتها واضحة للسيد رئيس الوزراء وللسيد وزير شئون مجلس الوزراء الاستاذ خالد سلك ، علهم يسمعون ويزورون الرجل ويتكفلون بعلاجه ، ولكن لا اعلم ان كانوا يقرأون الصحف ام لا
والدكتور ابو الان طريح الفراش بالمستشفى بعد سقوطه وتعرض لكسور الزمته مستشفى دار العلاج ..
سادتي معالي رئيس الوزراء عبدالله حمدوك ، سيدي وزير شئون مجلس الوزراء الاستاذ خالد سلك ، امامكم رجال يستحقون التكريم ، ويستحقون التكفل بنفقات علاج ..
ادركوهم الان قبل فوات الاوان .. ادخال البسمة على وجوههم وإظهار الامتنان لجليل ماقدموا من اعمال وفن ، واجب عليكم وعلينا ..
سنكتب ونكتب حتى يحكم الزمان بأننا اوفينا ماعلينا باضعف الإيمان وهو القلم والحرف ، ويثبت ذات الزمان ان من طلبناهم ليتكفلوا بنفقات العلاج والتكريم ، قد خذلونا …

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق