سلايدرسياسة

الإشارات الربانية في سد النهضة

محمد عثمان الفاضلابي

من خلال الإشارات الإلهية وهي فتوحات أديب المتصوفة ومتصوف الفلاسفة أبو حيان التوحيدي قدس الله سره وأنار ضريحه والتي نبه من خلالها لوجود إشارات إلهية تشير وتنير لنا الطريق ونصحنا بضرورة الحذر والانتباه لها، فإنه ليس لدي شك أن مثل هذه الإشارات حاضرة باستمرار في حياتنا اليومية ، فلو نظرنا مثلاً لانهيار سد بوط بولاية النيل الأزرق السودانية وتأملنا توقيته وخطره فإنه حتماً إشارة ربانية كبرى للسودانيين والعالم حتى يتعظوا من الأخطر ويتركوا الأنهار تجرى في مجاريها ، كذلك ما حدث العام الماضي من خطر بسبب ارتفاع مستوى الفيضان وفتح أبواب خزان الروصيرص حتى لا ينهار السد لهو أيضاً إشارة ربانية أخرى وواضحة وفيضانات هذا العام وسيوله المدمرة والتي يدركها الكفيف والأصم لهي إشارات أكبر من ملايين التحذيرات التي قدمت حتى الآن من خطر الطوفان القادم. الحمد لله لقد صحا الوزير وصار يتحدث عن مخاطر السد وعن ضرورة الحفاظ على حياة 20 مليون مواطن على حد تعبيره، وقال إنهم يعيشون على ضفاف النيل والفضل في ذلك يعود لحكام أديس الذين رفضوا مجرد أن يعتبروه طرفاً يتعاقدوا معه رغم أنه واللوبي الذي وظفه مدحوهم أكثر مما مدح أبو الطيب سيف الدولة وذموا مجموعة الخبراء أكثر مما تعرض له كافور الإخشيدي من أذى. لقد بح حلقنا وجفت أقلامنا واحترقت أصابعنا من الكتابة على الكي بورد بالتنبيه والتحذير ولكن الوزير وصاحبه كانوا يغطون في نوم عميق وتسكن وجدناهم ذكريات البنابيت الجميلة في أمسيات أديس، حتى حصحص الخطر ودقت ساعة الحذر وصحا الوزير من سكْرت المكاسب غير الموجودة إلا في خياله وحاله كحال أمروُ القيس والذي لما سمع إخوانه خبر قتل أبيهم ،جزعوا جميعًا إلا أمرؤ القيس ، فقد كان فى مجلس مع رفاقه يلعب النرد ويشرب الخمر ، وعندما قيل له خبر وفاة أبيه لم يهتم لما قيل وأكمل لعبه وطلب من رفيقه أن يرمي النرد، فلما لعب قال له ما كنت لأفسد عليك لعبك، ثم نظر إلى الناعي وقال : (ضيعني صغيرًا وحملني دمه كبيرًا ، لا صحو اليوم ولا سُكر غدًا ، اليوم خمر وغدًا أمر)، وليته وزير الصدفة يكون في مستوى استعداد الملك الشاعر وحسمه فلقد انقضى عهد السمر والآن الخطر الشامل باعترافه هو شخصياً.

مجموعة مخاطر السد ظلت تكرر أن السد الإثيوبي بسعة 74 مليار متر مكعب سعة معلنة، بينما تفيد تقارير أن السعة غير المعلنة أكثر من 90 مليار متر مكعب وهو داخل الأراضي السودانية غرب خط (الميجر قوين) الذي حدد حدود السودان مع إقليم بنى شنقول السوداني المحتل والذي منح لملك الحبشة مليك الثاني لإدارته مقابل 99 كيلو دهب، وحسن معاملة السكان السودانيين وكتابة تقرير شهري من قبل حاكم بني شنقول لمدير مديرية فازوغلى( النيل الأزرق) عن ضرورة حسن معاملتهم .وتوسع من بعد مليك الثاني وأضاف اراضي جديدة غرب الخط الفاصل ومن بينها الأرض التي يقام عليها السد الآن في منطقة قبا وهي المكان الذي كان ينصب فيه سلاطين سنار.

واشارت المجموعة الى أن بحيرة السد تهدد الأراضي السودانية أدنى الهضبة ولا تتضرر منه إثيوبيا في حالة انهياره.

وذكرته المجموعة باعترافه أن انهيار السد وارد وفقاً له شخصياً ياسر وزير الري الحالي ووارد بنسبة كبيرة وفقاً لبروف محمد الرشيد قريش الذي أعد دراسات تحليلية للسدود المنهارة حول العالم ومقارنتها بعيوب سد النهضة، كذلك خطر انهيار السد هو 100% بالنسبة للخبير بالأمم المتحدة دكتور أحمد الشناوي وهو الخبير الذي توقع انهيار سد كالفورنيا قبل أربعة سنوات من تصدعه مما ساهم في الحفاظ على أرواح ملايين الأمريكيين.

واوضحت المجموعة أن انهيار السد بعد الملء الكامل يعني فناء السودان النيلي بالكامل من الوجود لأنه طوفانه يعادل 120فيضان مثل كبرى الفيضانات التي دمرت السودان ويعادل 200 بحيرة مثل بحيرة سد سنار ولا تضرر إثيوبيا من الانهيار بحكم موقعه داخل الأراضي السودانية وغرب خط (الميجر قوين) أعلى الأراضي السودانية ومعظم الخبراء السودانيين حذروا من خطر الدمار الشامل للسودان النيلي وأبرزهم أستاذ السدود والمياه بروف محمد الرشيد قريش وهو من أهم علماء السدود في العالم وليس السودان فقط، وكذلك باشمهندس يحي عبد المجيد وهو وزير ري قديم في السودان والمهندس كمال على والذي قدم استقالته احتجاجا على موافقة البشير على السد، وكذلك باشمهندس حيدر يوسف مدير إدارة نهر النيل السابق ، والباشمهندس دياب حسين دياب ممثل السودان في لجنة الخبراء التي عاينت السد وقدمت تقرير عنه وغيرهم عشرات المهندسين.

وعلى المستوى العالمي لجنة الخبراء الدولية ومعهد MIT الأمريكي حذروا من خطر السد ونصحوا للاحتكام لبيوت الخبرة، واحتكمت الدول الثلاثة لدي المكتب الاستشاري الفرنسي وهو من أكبر بيوت الخبري العالمية والذي حكم بين الدول الثلاثة. وتوصل إلى رفض التصاميم وطالب بضرورة عمل دراسة فنية شاملة ولكن إثيوبيا رفضت قيام المكتب الاستشاري الفرنسي بالدراسة لأنها تعلم أن الدراسة الأمريكية في الستينات خلصت إلى أن إقليم بنى شنقول لا يحتمل أكثر من 11 مليار متر مكعب وأكثر من ذلك سيكون معرض للانهيار بسبب هشاشة التربة.

الجدير بالذكر أن البنك الدولي رفض تمويل السد لأنه عديم الأمان وفقاً للبنك الدولي كذلك لا تنطبق عليه معايير البنك الدولي وبالتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية طالبوا بضرورة ضمان أمان السد وأكد ذلك وزير الخزانة لكن الوفد الإثيوبي انسحب بسبب هذا البند وللأسف دعمهم الوفد الذي يمثل شعبنا بقيادة عضو لجنة البشير الفنية الوزير الحالي ياسر عباس. وأكدت المجموعة حسب بيانها أن رفض إثيوبيا حتى التعاون في التشغيل يكشف عن غطرسة حكام أديس على وفد ياسر عباس وحمدوك الذين عاشوا بينهم وبادلوهم النخب على أنغام الأغاني السودانية المقلدة وازدادت غطرستهم خاصة بعد أن وجدوا الدعم غير الأعمى من قبل الذين يجهلون خطر السد والمضللين من اللوبي الإثيوبي مما أضعف الموقف التفاوضي للسودان على علاته .إن تقدم المفاوض السوداني بمذكرة لمجلس الأمن ومذكرة الآن للوساطة الأفريقية والاعتراف بأن حياة 20 مليون سوداني مهدد بخطر السد يؤكد ماكنا نحذر منه وتحملنا الأذى والحماقات من قبل اللوبي الذي يخطط للدمار، رغم أن السد ليس لديه دراسة فنية من قبل بيت خبرة عالمي وعدم وجود دراسة مخاطر وعقد تأمين مع مجموعة من شركات التأمين العالمية القادرة على الوفاء بالتزاماتها لحظة الخطر، بل رفض التأمين من الأساس من قبل شركات التأمين يؤكد أن مخاطر السد لا يمكن تحملها لأنها تتعلق بالأخطار غير المقبولة. كذلك حذرت المجموعة من أن أعضاء النظام السابق معتز موسى وسيف حمد والذي لا يزال مستشار للجنة السد كانوا قد أعفوا إثيوبيا من التعويض على الري الفيضي وعلى دمار السودان النيلي وفقاً لماورد في وثيقة إعلان المبادئ التي وقعها البشير عام 2015 والذي وعدوه بتوسط إثيوبيا وحلفاؤها بوقف الملاحقة أمام المحكمة الجنائية الدولية. وطالبت المجموعة بضرورة تكوين لجنة قومية من غير المتورطين بملف السد لأن اللجنة الحالية بها سيف حمد وهو سادن عهد البشير وعثمان التوم وهو وزير الري في حكومة إيلا التي اسقطها الثوار وبابكر برسي وهو الذي قال أن تعديل تصاميم شركة ساليني قام به شباب من مدني وأشاد بهم رغم أنه ليس لديهم خبره سابقة في مجال تصميم السدود الكبرى، ويكفي خبرة وحدة السدود بسد حفير بوط الذي إنهار وهو نقطه مقارنة بطوفان السد الإثيوبي

ونبهنا أن طريقة التعاقد معهم تمت بسرية تامه وفي الظلام ولم تكن شفافة ولم تطرح للتعاقد لتتنافس عليه بيوت خبرة عالمية، مع أن التعديل نفسه يكشف عن عدم كفاءة الشركة الإيطالية والتي انهار لها سد على نهر تكزي ونفق يربط بين بحيرة تانا ونهر أومو وفقاً للخبراء. وكشفنا لهم أن المدافع الأكبر عن السد قانوني وليس مهندس وأنه مستشار للأحباش للتفاوض حول مياه النيل وأن شهادته مجروحة وأكاذيبه لدينا موثقه ومفضوحة، ومع كل ذلك خرج علينا زعيم اللوبي بتعيين ما يسمى باللجنة العليا للسد من مانيس وعبد الباري وقمر الدين وشخصه وجميعهم ليس لديهم فكرة عن أخطار النيل او سعة السد مقارنة مع الفيضانات التي دمرت أو معرفة بالري والهندسة او حتى بتاريخ وجغرافية الحدود الشرقية لأنه كان خليقاً بهم مناقشة التعدي على أرض سودانية وتشييد سد أجنبي عليها. لقد كان خليقاً بحمدك أن يضم لما يسمى بالجنة العليا خبراء الري والجيولوجيا وخبراء في السياسة والتاريخ والعلاقات السودانية الإثيوبية والأمن والدفاع وممثلين عن مزارعين الجروف والمناهضين لمخاطر السد، خاصة أن المجموعة نبهت على وجه الخصوص بدراسة خطر حجز الفيضان وفقدان الري الفيضي على الغابات والرعي والزراعة الآلية وزراعة الجروف والجزر وزيادة الهدام والتصحر وربما ردم نهر النيل بالصحاري مثل ما حدث في وادي هور الذي صار نهر تحتي الجريان بعد أن ردمته الصحاري. وشددت المجموعة بضرورة قيام اللجنة بدراسة مشروعية السد ومكانه ومدى شرعنت الاحتلال لأراضي سودانية ومدى إمكانية استخدامه كسلاح دمار شامل ضد السودان خاصة أنه يقام داخل السودان ولا تتضرر منه القوميات التي تحكم في إثيوبيا، ومراجعة مراحل التفاوض من 2011، ومن ناحية المفاوضين والاتفاقيات التي تمت والتعاقدات والتمويل للسد خاصة أن هناك مزاعم تشير إلى مشاركة النظام السابق في تمويله، وكذلك التعاقدات الفاسدة ومتلازماتها.  كانوا يدافعون عن سد أجنبي يقام في أرضنا ويقولون إنه فقط لإنتاج الكهرباء وإنه آمن ولن يستخدم للزراعة، واليوم حكام أديس يقولون لكل مدافع عن سدهم أنت خطاءان. يقولون الماء ملكنا والأرض أرضنا والسد سدنا والملء سيكون دون أخذ إذن من أحد ونفذوا وعدهم. ويقولون لا نريد اتفاق حول كيفية المل او سنواته او تشغيل السد ولا يهمه خطره على السدود السودانية. ويقولون إنهم لن يوقعوا على اتفاق ملزم يمنعهم من الاستفادة من نيلهم في المستقبل، ويدقون طبول الحرب ويهددون بطوفان السد كسلاح دمار حاسم. إن ما حدث من وقائع يؤكد للجميع صدق ووعي مجموعة الخبراء الذين حذروا من خطر سد من علماء رئ وقانون وتاريخ وجغرافيا وإدارة وتأمين وأمن وفي مقدمتهم العالم الزاهد بروف محمد الرشيد قريش والذي كرس سنوات عديدة من حياته للتحذير من خطر السد ودفع ثمنا ً غالياً في الدفاع عن أمان وطنه وشعبه، المطلوب الآن ترك الخبز لخبازه وتشكيل لجنة قومية من الخبراء الذين صح تقييمهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق