ثقافة وفن

مدائن المعرفة

ميلانو ... عاصمة الموضة والجمال

هاجر شريد

عاصمة الموضة والجمال، موطن أشهر دور الأزياء في العالم، فهي تعد من أجمل المدن الايطالية بلا منازع، «ميلانو» المدينة التي تجذبك بمبانيها الخلابة التي تجسد تاريخها العريق، بالإضافة إلى ساحتها المزينة بأجمل الكنائس والأسواق.

ويعود تاريخ ميلان إلى عهد الاستيطان الكلتي في 400 قبل الميلاد، فقد احتلت من قبل الرومان في 222 قبل الميلاد وفيما بعد أصبحت عاصمة الإمبراطورية الرومانية الغربية ومع اضمحلال الإمبراطورية خلال القرون التالية، غزتها مجموعات مسلحة، من بينها الغوطيين الغربيين، والمغول، واللامبارديين.

وقد ازدهرت في العصور الوسطى، كمركز تجاري، وقد حكمت أسرة فينكوتي من القرن الثالث عشر إلى الرابع عشر؛ حيث حققت المدينة مجداً وثروة خلالها، وكذلك شهدت المدينة بناء كاتدرائية دومو العظيمة في 1386 في ظل حكم ذات الأسرة.

وبرغم تطورها كمدينة نهضوية مهمة منذ القرن الخامس عشر، إلا أنها خضعت للحكام الفرنسيين والأسبان إلى حين توحيد إيطاليا في 1871، وقد أعلن عن مملكة إيطاليا من قبل نابليون في منعطف القرن التاسع عشر.

تحتضن ميلانو مجموعة من المعالم السياحية، بفضل ما يُميّز مبانيها من فن وهندسة معمارية بديعة كما هو الحال في كاتدرائية دومو التي تعد القلب النابض للمدينة فهي مقصد السياح من مختلف دول العالم، هناك يتمازج التاريخ مع الهوية المعاصرة، في معلم يشهد على فن العمارة الإيطالية، ويصنع الدهشة في أعين كل من يزوره لأول مرة.

يعود بناؤها إلى عام 1386، حيث استغرق استكمال بنائها خمسمائة عام تقريبا، وعلى الرغم من طول المدة التي استغرقتها عملية البناء واستكمال مشاريع الإصلاح والتطوير حتى هذه الساعة، فإن ذلك لا يبدو مستغربا لمن يرى الدقة والاحترافية التي تحيط بالمبنى الذي يطل على ساحة شاسعة الامتداد، فضلا النوافذ الزجاجية الملونة، وأبراج الرخام التي يبلغ عددها 130 برجا، بالإضافة إلى 3400 تمثال.

وعندما نتكلم على الكاتدرائية الدومو لا يمكننا أن ننسى ساحة «بيازا» ملتقى السياح، حيث توجد المقاهي والمطاعم ومحطة المترو ومكتب خدمة السياح والكثير من المتاجر الفاخرة. وفي الجانب الأيسر يقع المبنى الفاخر «غاليريا فيتوريو ايمانويل الثاني»، وهو عبارة عن ممر مزدوج يتكون من رواقين اثنين يلتقيان بزوايا قائمة متقاطعة بشكل مثمن، وتفيد موسوعة «ويكيبيديا» بأن هذا المبنى تمت تسميته «فيتوريو ايمانويل الثاني» تيمنا بأول ملك لإيطاليا الموحدة، حيث تم تصميمه عام 1861.

ويتميز هذا المبنى الذي يعد من أجمل المباني في العالم، بالكثير من المتاجر الراقية لأشهر الماركات العالمية مثل (لوي فيتون، برادا، أرماني، غوتشي)، بالإضافة إلى مقهى غوتشي الشهير الذي يقدم الشوكولاتة المختومة بالعلامة التجارية الفاخرة، وفي مقابله مقهى آخر يوفر جلسات مفتوحة لمرتاديه تمكنهم من رؤية جماليات الغاليريا الفاخر وهم يحتسون القهوة ويتناولون الحلويات الإيطالية الشهية، وعلى رأسها «التراميسو» التي يفتخر الإيطاليون باختراعها.

والاستمتاع بالطبيعة الخلابة يمكنك الذهاب إلى حديقة باركو سيمبيون، التي أنشئت في عام 1888م، وتبلغ مساحتها الإجمالية 38.6 هكتار، تقع في المركز التاريخي للمدينة، داخل القسم الإداري للمنطقة، فهي تظل أفضل الحدائق في المنطقة ومن معالم الرئيسة للمدينة التي تسحر الزائر بمناظرها الطبيعة.

وتبقى منطقة نافيليو غراندى المنطقة المحببة لعشاق الرحلات المائية حيث يمكنك القيام برحلة في تلك القنوات المائية مع الاستمتاع بأشهى الأطباق الإيطالية المنتشرة على حافة القنوات المائية، هي رحلة من خلالها ستكتشف سحر المدينة التي تجذب الملايين سنويا بتعدد ثقافاتها وتاريخها الفني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق