مجتمع

“الدار البيضاء”

نبض المغرب الاقتصادي

خديجة منصور

تعد مدينة الدار البيضاء أكبر مدن المغرب، وعاصمته الاقتصادية وثالث مدن إفريقيا من حيث عدد السكان بعد “لاغوس والقاهرة”، تبعد عن العاصمة الإدارية الرباط بحوالي 95كلم، تقع وسط غرب المغرب تطل على المحيط الأطلسي.

اشتهرت قديما باسم “أنفا” أي التلة أو القمة، لكن البحارة البرتغاليون أطلقوا عليها اسم “كازابرانكا” خلال القرن 16م لوجود بيت أبيض، ليطلق عليها الإسبان من بعد اسم “كازا بلانكا”، تأسست المدينة سنة 768م على يد الأمازيغ الزناتيون، وجعل منها المرنييون مركزا للتجارة البحرية مع الخارج، أصيبت المدينة سنة 1755 بزلازل دمر بعض مراكزها لكن سرعان ما استرجعت مكانتها وقوتها الاقتصادية بين “1757-1790” في عهد الدولة العلوية على يد السلطان “سيدي محمد الثالث بن عبد الله” وسماها الدار البيضاء.

ساعد الموقع الاستراتيجي للمدينة من جعلها قطبا اقتصاديا وطنيا ودوليا، إلى جانب نشاطها في التجارة البحرية، تتوزع باقي أنشطتها بين “صناعة السيارات، صناعة الطيران صناعة النسيج السياحة”، وتعتبر بورصة الدار البيضاء الثالثة إفريقيا وعربيا والأولى في المغرب الكبير، وحسب تقرير Africa weath 2018 احتلت المرتبة التاسعة كأغنى المدن الإفريقية، وتضم أكبر مطار في المغرب “مطار محمد الخامس الدولي”وميناء كبير رئيسي يضم شبكة للسكة الحديديّة.

رغم هيمنت الجانب الاقتصادي على المدينة إلا أن الجانب الروحي والعلمي كان حاضر بقوة من خلال تشيد مسجد الحسن الثاني وهو من أكبر المساجد وأجملها في العالم استغرق بناؤه حوالي 16 سنة، افتتح سنة 1993 يتميز بمئذنته الشامخة وفن الزخرف المزينة لجدرانه، وكذلك المدينة القديمة المحاطة بأسوار تضم عدد من المباني التاريخية وحي الأحباس الذي شيد في فترة الحماية.

أما ثقافيا تستضف المدينة المعرض الدولي للنشر والكتاب سنويا ومهرجانات دولية ووطنية، لقد أنجبت الدار البيضاء رواد بصموا الساحة الفنية بأعمالهم بدءا من الفرقة الموسيقية ناس الغيوان، نعيمة سميح، وغيرهم، تبقى كازا بلانكا قلب المغرب النابض.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق