مجتمع

كلمة معهد جنيف لحقوق الإنسان

بمناسبة اليوم العالمي للتعليم

القدرة التي يمتلكها الانسان دون جميع المخلوقات والتي بسببها أُختير ليكون خليفة الله في الأرض هي التعّلم، فالإنسان يمتلك عقلا فيه 150 مليار خلية عقليه قادرة تستوعب مليونى معلومة في الثانية اسرع من سرعة الضوء فلا يجب أن نتنازل عن هذه الميزة العظيمة والمقدرات ونستسلم للجهل.

في الرابع والعشرين من كانون الثاني/ يناير من كل عام ترفع شعوب العالم مجتمعة لافتات مطالبة بقهر ظلام الجهل والتخلف بنور العلم والمعرفة، احتفاء باليوم العالمي للتعليم والذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة بقرارها (73/25) بتاريخ 3 ديسمبر/ كانون الأول 2018م، إيماناً بدور التعليم في بناء مجتمعات تنموية مستدامة، ويهدف هذا الاحتفال إلى تذكير دول العالم بأن التعليم حق من حقوق الإنسان نصت عليه المادة 26 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والمادة 28 من إتفاقية حقوق الطفل، واتفاقية مكافحة التمييز في مجال التعليم الصادرة عن منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة، وغير ذلك من الصكوك الدولية ذات الصلة،، لا ينبغي أن يُحرمه. كما أنّ التعليم يمثل بوابة مهمّة لفتح آفاق المستقبل لتحقيق السلام والتنمية في بلدان العالم.

الاحتفال العالمي بيوم التعليم يأتي تحت شعار “إنعاش التعليم وتنشيطه لدى الجيل الذي يعاني من جائحة “كوفيد-19” ويمثل رسالة لكل شعوب العالم غايتها حثّ الدول والشعوب وأصحاب المصلحة أن تولي هذا الموضوع اهتماماً خاصاً وتعضّ على التمسك بتحقيقه على النواجذ، فبالإضافة إلى كونه مفتاحاً لكل المصالح العامة والخاصّة، هو كذلك مغلاق لكلّ شرّ؛ فالشرّ كله منفذه الجهل والتخلّف، فضلاً عن أنّ التعليم يمثّل الضّامن الأقوى للاستقرار والأمن في بقاع الأرض. عليه لا مناص من أن تُبتكر أنجع السبل والوسائل لجعله سهلاً ميسوراً في متناول الجميع، خاصة مع جائحة كورونا التي ألقت بظلال قاتمة في عجلة التعليم مما يستدعي أن تُخلق بدائل تجعل التعليم مستمراً في كل الظروف، لقد حان الوقت لدعم التعليم من خلال النهوض بالتعاون والتضامن الدّولي من أجل وضع التعليم والتعلّم مدى الحياة في مركز عملية الانتعاش، علما بأنّ هنالك (258) مليون طفل على مستوى العالم لا تتاح لهم الفرصة للالتحاق بالتعليم، وتبلغ نسبة من هم في سن التعليم الابتدائي منهم 20%  للفئة العمرية 6-11 سنة، تحت عوامل وظروف الفقر والنزاعات المسلحة والهجرة والتهجير القسري. وهنالك 617 مليون طفل ومراهق لا يستطيعون القراءة والكتابة والقيام بعمليات الحساب الأساسية، وفي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، يقلّ معدل إتمام المرحلة الدنيا من التعليم الثانوي عن 40%، وبالتالي فإن حق هؤلاء في التعليم يتم انتهاكه، وهو أمر غير مقبول.

معهد جنيف لحقوق الإنسان كونه من المهتمين بحقوق الإنسان بكلّ صورها، يحتفل مع شعوب العالم بهذا اليوم ويثمّن الدّور الذي ظلّت تضطلع به المنظّمات الإنسانية العاملة في تيسير عملية التعليم والتعلّم في العالم خاصّة في المناطق الٌأقل نمواً، مثل منظمة اليونسكو واليونسيف.

والمعهد إذ يحتفي بهذا اليوم يطلق نداءاته لكلّ شعوب العالم خاصّة التي تعاني من ويلات النزاعات والصّراعات ممّا يتسبب في حرمان أطفالهم من التعليم، أنّ التعليم حقّ للجميع لا ينبغي أن تعترضه ظروف ولن تنجح البلدان ما لم تحقق كسر دائرة الفقر التي من شأنها تخلّف ملايين الأطفال والشباب والكبار عن الركْب.

يهيب معهد جنيف لحقوق الإنسان بالدول أن تتخذ جميع التدابير اللازمة، بما في ذلك رصد مخصصات كافية في الميزانية، لضمان إتاحة تعليم جيد منصف وشامل للجميع دون تمييز، وتعزيز فرص التعلم للجميع، مع إيلاء اهتمام خاص للفتيات والأطفال المهمشين والأشخاص المسنين والأشخاص ذوي الإعاقة والأشخاص ذوي المؤهلات الدنيا؛

ويدعو المعهد الدول، ومؤسسات منظومة الأمم المتحدة، والمجتمع المدني، والمنظمات غير الحكومية، والمؤسسات الأكاديمية، والقطاع الخاص واﻷﻓﺮاد وﻏﻴﺮهم ﻣﻦ أﺻﺤﺎب اﻟﻤﺼﻠﺤﺔ اﻟﻤﻌﻨﻴﻴﻦ إلى ﻤﺮاﻗﺒﺔ اﻟﻴﻮم اﻟعالمي ﻟﻠﺘﻌﻠﻴﻢ لتعزيز التعاون الدولي في دعم الجهود الرامية إلى تحقيق  أهداف التنمية المستدامة وعى وجخ الخصوص الهدف الرابع ’’ضمان توفير تعليم جيد وشامل وتعزيز فرص التعلم مدى الحياة للجميع‘‘ بحلول عام 2030.

جنيف 24 يناير 2021م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق