
انطلقي اثيوبيا الشقيقة … فنحن قد اصابتنا العين (1-2)
شوقي بدري
الى الاشقاء في اثيوبيا لا تؤاخذونا بما يقوم به العملاء والمجانين منا. مصر كانت، لاتزال وستكون عدو السودان الاول، لأن لمصر اطماع لا تنتهي في السودان ويتعاملون مع السودانيين كما قال ابن المقفع عن السودان من امثالنا بهائم هاملة.
قرر المصريون بناء السد العالي في عشرينات القرن الماضي، خاصة بعد أن بدا السودان في بناء خزان مكوار الذي تغير اسمه الى خزان سنار. والسبب هو أن المصريين قد ارادوا اثارة المشاكل كعادتهم وطلبوا من اسرة مكوار أن تطالب بأجر كبير لاستغلال اسم اسرتهم. قام البريطانيون ببساطة بتغيير اللافتة الى خزان سنار لأن القانون كان يطبق كل الوقت في السودان على عكس مصر التي لم تعرف الديمقراطية ابدا ولن تتذوقها قريبا. افاقت اسرة مكوار من الفتنة المصرية وأخبروا حكومة الادارة البريطانية بأنهم متنازلون عن التعويض ويريدون تخليد اسم اسرتهم. الا أن الحكومة رفضت، وندمت اسرة مكوار. لا يزال الكبار يتكلمون عن خزان مكوار ويرفضون الاخطاء المصرية في تغيير اسماء المدن السودانية التي سجلها البريطانيون بالحروف اللاتينية الا أن المصريون شوهوها. وانا اقول أتبرة وليس عطبرة. وتوكر وليس طوكر. وجبل جاري وليس جبل قري كما مكتوب في محطة القطار في الطريق لكوستي.
هذه الايام تظهر قناة او صفحة اسمها النشرة السودانية تمولها المخابرات المصرية تدس السم في الدسم. تتظاهر بانها سودانية ولكن الغبي الذي يتولى نشر الاخبار لم يكلف نفسه عناء التأكد من الاسماء السودانية. وجبل مرة بالفتحة على الميم صارت ضمة على الميم. وام درمان صارت اموضرمان. ومروي بالفتحة على الميم صارت موروي.
شارك المصريون في بث الفتنة في كل الاوقات مثل مشاكل انزارا مزرعة القطن ومصنع النسيج الذي نافس مصر في السوق المحلي، في يوليو 1955في الجنوب وانتهى الامر بمذبحة وتمرد الجيش الجنوبي واخيرا انفصل الجنوب. وشاركت مصر في اضرابات مشروع الجزيرة في الاربعينات والخمسينات عندما اضرب المزارعون والعمال والموظفون بسبب الاشاعات
التي أطلقتها المخابرات المصرية وعملاء مصر الكثيرون في السودان. وكما كتب قديما كان المصريون دائما يركضون مع الارانب ويصطادون مع الكلاب.
عند بناء سد سنار في 1919اتى مأفون آخر اسمه هيكل وشتم السودانيين وعارض بناء كما تقوم به مصر اليوم مع سد النهضة. السد الذي سيجعل السودان منافسا لمصر في انتاج القطن طويل التيلة، وان على السودان ان ينتج ما تحتاجه مصر من غذاء فقط. وهذا ما يحدث اليوم. بل أن الجيش المصري يمتلك اراضي زراعية بالقوة في السودان. وتحتل مصر حلايب وشلاتين بالرغم من أن المصريين انفسهم والعالم يعرف انها اراضي سودانية، ولقد رفضت شركات التعدين الغربية العمل في حلايب لصالح مصر لأنها اراضي سودانية كما مسجل في الامم المتحدة، عندما التحق السودان بالأمم المتحدة، فقد كان لزاما عليهم تقديم خرط معتمدة. هذا ينطبق على عملية الالتحاق بالجامعة العربية ومنظمة الوحدة الافريقية. طوبى للشقيقة اثيوبيا لأنه ليس فيها العملاء والخونة مثل السودانيين.
محمد حسنين هيكل العميل ومناصر الدكتاتورية الناصرية هومن قال: ليس هنالك دولة اسمها السودان، هنالك جغرافيا اسمها السودان. ولهذا لا تتعامل مصر من السودان كدولة ذات سيادة كاملة، بل بهائم هاملة. والكثير من السودانيين يعطون العرب عامة والمصريين خاصة الحق في ان يؤمنوا بأن ما قاله ابن المقفع حقيقة.
ليس لأثيوبيا حق في الفشقة وستعود الفشقة بالتفاوض. يجب أن لا ننسى أن سبب احتلال الفشقة هو حسني مبارك فبعد محاولة اغتياله جعل اثيوبيا تحس بالخجل لأنها لم تستطع حمايته وهو الضيف الكبير الذي لا يماثله زعيم افريقي آخر وبلدة محور الكون. ونسى انه كان هنالك على المنصة عندما قتل السادات امامه ورفع هو يديه مستسلما وقال له القاتل، انا مش عاوزك انتا انا عاوز الفرعون ده. وبانتهازية غازية طلب حسني اللص الدكتاتور من اثيوبيا عدم الذهاب الى مجلس الامن بل احتلال الاراضي السودانية. ولربع قرن سكتت الانقاذ عن موضوع احتلال الفشقة!! ولكن لإثارة الفتنة والمشاكل بعد أن تأكد من وجود سد النهضة أمرت مصر، العنج، البرهان باسترجاع الفشقة عندما كانت أثيوبيا مشغولة بحرب تقريبا التي اشعلتها مصر ولا تزال تنفخ في الكير. ولم يكن معروفا عن السودانيين الغدر.
اراد ناصر طرد الحكومة الانتقالية السودانية من مؤتمر باندونق في اندونيسيا لدول عدم الانحياز لأنه لا يوجد علم للسودان اخرج الازهري منديله وكتب عليه السودان. واعتمد السودان كدولة ذات سيادة. الحقيقة أن حكومة الازهري قد سمكرها المصريون ففي اكتوبر1952 وفي القاهرة ومنزل الرئيس محمد نجيب المصري من ام امدرمانية تم تكوين الحزب الاتحادي ودفعت مصر 5 مليون جنيه لشراء الناخبين بحقائب صلاح سالم الذي كان يحل ويربط في السودان وتم شراء والنواب وتشكلت حكومة عميلة لمصر. دعم هايلا سلاسي حزب الامة بالجنيهات الذهبية التي كانت تسبب خفض سعر الذهب في السودان عنما تأتي. وهذا موجود في كتاب خريف الفرح عبد الرحمن مختار ابن الانصار. اثيوبيا كانت على دارية بمؤامرات مصر. وتم التخلص من حكومة الاتحادي ولا يزال الحزب يدين لمصر بالولاء ولا يزال اسم الاتحادي موجودا. وهذا الاتحاد ليس مع اثيوبيا.
نظمت مصر في 1957محاولة انقلابية بقيادة كبيدة ومجموعة من الضباط الذين زرعتهم المخابرات المصرية في السودان وهم بالعشرات منهم محمد واحمد عبد الحليم. وهؤلاء الضباط لم يعرفوا السودان ولكن ولدوا في مصر من والدين سودانيين كانوا يتكلمون بالمصرية منهم الخائن احمد محمد الحسن الذي حكم بالإعدام على عبد الخالق محجوب والشرفاء بأوامر السادات، والدة السادات سودانية من كردفان ولهذا كان يجد الاحتقار من قطاع كبير في مصر وشتمه محمد حسنين في كتاباته ووصفه بابن السودانية. وصفه عبد الحكيم عامر بالبربري ابن الأحبة في آخر اجتماع قبل انتحار عبد الحكيم عامر.
لم ترسل مصر ابدا سفيرا للسودان من وزارة الخارجية بل من كبار رجالات المخابرات. والسودان لم يعترض ابدا ومن حقه ان يرفض. حدثت عدة محاولات انقلابية لصالح مصر ولكنها فشلت. سلم عبد الله خليل الحكم لعبود واحمد عبد الوهاب الذي كان ضد السيطرة المصرية. وكان قد وضح أن المخابرات قد طبخت سحب الثقة من عبد الله خليلي وتم حشد كافي من النواب خاصة نواب على الميرغني الذي هددت استثماراته الضخمة في مصر.
حاولت مصر احتلال حلايب وتعطيل الانتخابات التي كان واضحا ان الاتحادي لن يفوز فيها ويعطي مصر اتفاقية مياه النيل. أرسل عبد الله خليل فرقة عسكرية لبناء طريق الى حلايب لتسهيل الاتصال. عاد الضابط المهندس محي الدين احمد عبد الله وشنان ووجهوا اسلحتهم لصدور، رفاق سلاحهم، وطالبوا بطرد اللواء احمد عبد الوهاب لأنه كان ضد اغراق حلفا والسد عالي الخ. وقع السودان وثيقة العار مع مصر وضاعت حلفا. وحاولت مصر الاستيلاء الكامل على السودان عن طريق محى الدين وشنان من جديد وفشل الانقلاب. وتلتها انقلابات عدة اشترك العميل المصري محمد جعفر النميري في محاولتين فاشلتين لصالح مصر، وفشلت المحاولة وحكم على محي الدين وشنان بالسجن. ولم تتوقف مؤامرات مصر الى أن احتلوا السودان عن طريق الضباط الاحرار والحزب الشيوعي، الذي يرفض الاعتذار عن جريمته الى اليوم. كان هذا في مايو 1969.
سيطرت مصر بعدها على السودان لدرجة انها غيرت السلم التعليمي وصارت الكتب المدرسة تطبع في مصر على حساب السودان وتغير نظام الحكم في السودان وصار على النهج المصري مثل تنظيم الاتحادي الاشتراكي المصري، حتى الخدمة المدنية صارت مثل الخدمة المصرية الفاسدة.
واليوم مصر تحتل حلايب وتبلطج على السودان والجيش السودان في جيب مصر التي تستولى على المنتجات السودانية بأبخس الاثمان وتفرض على السودان منتجات يرفضها حتى المصريين. هنا أحس بالخجل من انني سوداني.
المخجل المبكي هو أن السودان يسمح لوزراء مصر ورئيس مخابراتها بالدخول الى السودان وكأنه مزرعة مصرية، ومصر تبلطج على السودان وتحتل حلايب وتقوم على تمصير سكانها، واخير يوقعون على قرار الاستسلام بما اسموه، باتفاقية تفاهم!! مع الجيش المصري الذي يسرقنا يحتل بلدنا بعد أن غدر بالضابط محمود وجنوده في حلايب وقتلهم بخسة وجبن معهود من المصريين، ولا يوجد ابن مقنعة في الحكومة الكيزانية واليوم يقول، عشا حبيبا سار.
عن اى تفاهم تتكلمون؟ هذا استسلام ايها الخونة؟ هل نحتاج لتذكيركم ايها العملاء أن مصر لم تتخلص عن الايمان بأن السودان احد توابعها؟ ولهذا كان كل السفراء الى السوداني من كبار رجالات المخابرات. ولم يمارس السودان ابدا حقه في رفض سفير واحد بالرغم من ان مصر تفتخر بانه لها رجل مخابرات مصري في كل مرفق في السودان. ان الجميع يعرفون أن المخابرات المصرية تسوق كذبة أن السد سيغرق السودان، بالرغم من أن الخبراء السودانيين و الخبراء يقولون انه لا خطر على السودان من سد النهضة، بل سيكوت رحمة للسودان لانه يمكن أن يحتفظ بنصيب السودان بحصته من مياه النيل التي يذهب نصفها لمصر. وهذا هو ما يخيف مصر. فاللص يخاف من القانون والعقاب.
من المؤكد ان اثيوبيا قد اخطأت بخصوص الفشقة. يجب أن لا ننسيى أن من ولد في الفشقة من الأثيوبيين قد صاروا رجالا ونساء اليوم ودفن اهلهم في الفشقة. وفي هذه الظروف الحرجة لا يستطيع ابي احمد أن يصرح بأنها ارض سودانية والا اعد خائنا……. لماذا اثيرت القضية الآن وفي هذه الظروف؟ يجب أن لا ننسى ان منطقة قمبيلا كانت تابعة للسودان وقد شاهدت وثيقة بخط عربي جميل وختم تخص العم برونوا بورتولاتشو جد ابني برونو بدري بتاريخ 1942 من بلدة قمبيلا، وبعد استقلال السودان قام االسودان بتسليم المنطقة لاثيوبياا بسهولة. لم يكن عندنا مشاكل مع اثيوبيا سوى عصابات الشفتة التي كانت تغير على المواطنين الاثيوبيين والسودانيين. الا أن العقل والمعقولية التي توفرت للسودانيين وقتها قد ذهب بها الفساد الخوف من مصر التي تدعم الجيش والامن السوداني الذي يخاف من تحجيم سطوته وتعريض قادته للتحقيق في الجرائم البشعة والتي ارتكبوها في حق هذا الشعب. ان من يحكم السودان اليوم هم اللصوص القتلة والخونة الذي قتلوا الشباب بخسة وغدر في انتفاضة 2013 وفي فض الاعتصام في ثورة 2018. أو المجرمون هم من يحكم السودان اليوم، ولكن العالم سيتدخل لأنهم لا يريدون انظمة اجرامية في السودان. انها مسألة وقت.
مصر تحتفظ دائما بكروت قذرة تبتز بها القادة السودانيين. اليوم تقع مريم الصادق تحت تهديد مصر ودعم الامارات التي قامت بشراء والدها ويدعمونها اليوم لكي تصير اول سيدة رئيسة للوزراء. ليس لمريم العقل الدراية او الخبرة ولكن لا ينقصها الطموح والحلم بتخليد اسمها كأول رئيسة لوزراء السودان. ولا تهتم بأن مصر التي تسجد لها المعذورة مريم قد طردت والدها من مصر كمهرب المخدرات ومنعته من دخول مصر. وقد أرسل والدها سجينا مهانا في مايو 1969الى القاهرة ولهذا لا يحترمنا المصريون. فرئيس وزراء ليس عنده كرامة.
اثيوبيا من أفقر دول العالم على الاطلاق. واليوم اثيوبيا التي سخر منها العرب والسودانيون اشقاءهم ولم يرحموهم في بعض الاحيان، بالرغم من الروح الطيبة جدا التي يبديها الاثيوبيون والإريتريون نحو السودانيين. ارجو ألا يأتي مافون ويشير الى تصرفات فردية قام بها بعض الاشقاء من الشرق.
الشقيقة اثيوبيا اليوم في الطريق الصحيح للنهوض بشعوبها المتعددة، وسد النهضة هو المفتاح. واثيوبيا لا تضمر شرا للسودان. الدليل هو أن اثيوبيا كان من الممكن ان تقبل مشاركة السودان المشاركة في بناء وامتلاك نصيبا في السد والكهرباء ولقد تشار العديد من الدول الافريقية بناء سدود. وكان نصيب السودان لا يتعدى بليونا من الدولارات. ومثل هذا المبلغ قد مزمز به بعض الكيزان في بداية رحلتهم لتحطيم السودان واقعاده. الكيزان كانوا يحسون كل الوقت بعدم الامان بالرغم من تظاهرهم بالقوة والمنعة، ولهذا كانوا يتصرفون بجبن فالشجعان لا يفتكون بالعزل والمواطن العادي. كانوا يعرفون أن حفلة النهب ستتوقف وان حكمهم سيسقط والامر مشكلة وقت. مصر مخدوعة بعظمتها الزائفة ومقدراتها لتأديب السودان واثيوبيا الخونة السودانيين طوع بنانها. واليوم الحكومة السودانية خاصة الجانب العسكري تحت السيطرة المصرية. الشقيقة اثيوبيا ترفض هذا الاستعباد، وعلى عكس السودان ليس لرؤساء وحكام اثيوبيا ولاء خارج الوطن مثل السودان.
عندما كان الاثيوبيون يموتون بسبب الجفاف والتصحر لم يجدوا حتى الاهتمام من الدول العربية خاصة مصر بل لقد سخروا منهم. وطالب البعض من السودان أن يقفل حدوده مع اثيوبيا لأن للسودان ما يكفيه من المصائب. رفض السودانيون وقالوا لن نقفل حدودنا امام جيراننا وسنقتسم معهم اللقمة. وقتها كان للسودانيين كرامة واباء وطني. ولكن العسكر الذين يحكمون السودان يفتقدون حتى للكرامة. كان هنالك الكثير من مرضى النفوس الذين اعتبروا الكارثة الاثيوبية فرصة لكسب المال واستباحة الشرف الاثيوبي. لقد كانت الاعانات التي اتت عن طريق السودان تباع في سوق الله أكبر. كان رجال الامن والمسؤولون يساومون الفتيات الاثيوبيات، وفي بعض الاحيان يغتصبونهن ويغتصبون حتى الشباب الاريتري والاثيوبي.
تحركت الجمعيات المدنية في امريكا، وكانت الاغنية التي شارك فيها عشرات من أكبر المغنيين والموسيقيين، وي آر ذي ويلد ليت استارت قيفينق. نحن العالم دعونا نعطي. وتم تجميع 12،5 مليار دولار. كان التماسيح في انتظارها. تكونت بسرعة شركة نقل بري في السودان اسمها، ريكال طلب، احتكرت السوق لأنها قد تعاقدت مع اغلب الشاحنات وسمع لها على الرغم من أن استخدام وسائل اتصال كان ممنوعا استعمل هذه الوسائل للمدنيين ببناء شبكة ضخمة. رفعوا النولون مضاعفا وارتفعت الاسعار حتى لبضائع السودان ودفع الفقراء الثمن.
الدكتور بابكر احمد العبيد من جامعة ابسالا بالقرب من ستوكهولم كان مديرا لمكتب الاغاثة السويدي، سيف ذي جلدرن. قام بشراء ذرة وكبكبيه، حمص، من تاجر. فقام التاجر بإعادة مبلغ ضخم لبابكر. عندما استفسر بابكر عن غرابة الموضوع كان الرد. ده الاتفاق مع الزول الكان قبلك. فقال له بابكر، انت شفت الناس البجوا من اثيوبيا حالهم كيف. ديل بيجوا ذي الهياكل العظمية والشوك مقطع جسمهم. والمقصود هو شوك الكتر الذي يعمل كالخطاطيف. وطلب منه شراء كمية جديدو بالمبلغ للأثيوبيين.
واليوم يتعرض السودانيون لما تعرض له الاثيوبيون في الثمانينات.. وقبل ايام أطلقت القوات التونسية النار على السودانيين والافارقة من راكبي، السمبك. فبالنسبة لأهل شمال افريقيا، الكحلوش، او الأسود عبارة عن حيوان وكانوا يبيعون السوداني في دلالة كعبد! وقتلت القوات التونسية العشرات تسعة منهم من بلدة ام دوم خارج الخرطوم. وبالرغم من ان الليبيين، التوانسة الجزائريين المغاربة وحتى المصريين ليسوا عرقيا بعرب الا انهم مثل السودانيين يعيشون الوهم بأهم عرب ويحتقرون الافارقة ويعتبرونهم بهائم هاملة.
اثيوبيا تريد أن تعيد لأهلها عظمتهم وحضارتهم التي تمتد لأكثر من ثلاثة ألف سنة عندما لم تتكون اللغة العربية الحاضرة بعد، ولأثيوبيا حضارة ضاربة في القدم ولغة مكتوبة، قيز، من أقدم اللغات في العالم. ولم يكن للعرب وجود ملموس وقتها.
هل هي جريمة ان تبني اثيوبيا سدا ينهض بشعوبها. لقد تعرض الاشقاء الأثيوبيون للكثير من الظلم الاحتقار والاستغلال حتى من بعض اشقاءهم السوداني. بكيت مرتين المرو الاولى عندما شاهدت فتاة اثيوبية جميلة تحاول ان تتملص من ثلاثة من الشباب اللبناني كانوا يجرونها ويدخلونها سيارة. والمارة يتفرجون بدون ان يفكروا في مساعدتها. والمرة الثانية كانت بعد سقوط المجرم القذافي ووجدوا فتاة اثيوبية في القبو في منزله كانت تعمل في منزل ابن القذافي. قامت زوجة ابن القذافي بصب الماء الفائر على رأس الفتاة الاثيوبية الجميلة واحترق وجهها وتساقط شعرها. كانت تبدو بالرغم من سنها الصغيرة كعجوز مشوهة. لماذا نتعرض نحن الافارقة لهذا؟
يكفي أن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم طلب من رفاقه الذين خاف على حياتهم وحياته، أن يذهبوا الى ملك عادل لا يظلم عنده أحد. ولقد أكرمهم النجاشي الملك المسيحي ورفض تسليمهم لوفد قريش بزعامة عمرو بن العاص. وعنما مات النجاشي كبر صلى الله عليه وسلمكبر أربع تكبيرات وقال للمسلمين اخرجوا وصلوا على أخ لكم مات…. قال البعض يطلب منا ان نستغفر على علج مات في بلاد الحبشة، العلج هو الحمار العجوز، ونزل في سورة آل عمران
وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَن يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلَّهِ لَا يَشْتَرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أولئك لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ 199
الم يكرم الله وصلى الله عليه وسلم النجاشي أعظم تكريم؟ لماذا لا يفكر المصريون في أن الاسلام دخل اثيوبيا قبل مصر وأن المسيحية والتوحيد عرف في اثيوبيا قبل الكثير من الدول. أيكرم صلى الله عليه وسلم الاثيوبيين السود ويكرمهم الله سبحانه وتعالي ويقول البيهقي في الاوسط نقلا عن ام ايمن، أن الاسود لفرجه وبطنه. وعن ابي هريرة أن الاسود إذا جاع سرق وإذا شبع زنى. وهذا الكلام قد رددته انا كثيرا ولكن السود في السودان لا يهتمون لأنهم يعتبرن الامر لا يخصهم بالرغم من سواد لونهم وملا محهم الزنجية الجميلة. لقد صدمت الممثلة والاعلامية اوبرا وبينفيلد التي رافقت أجمل ممثلي وممثلات هوليود عندما اتت لأثيوبيا. قال مندهشة ماذا تأكلون، ماذا تأكلون؟ من اين يأتي كل هذا الجمال انه شيء غير مصدق. ومن العادة ان يكون حوالى 5 % من الشعوب من الجميلين ولكن في اثيوبيا لا حود للجمال الذي حباهم به الله. انقل لكم عن الدكتور نادر كاظم من كتابه…. تمثيلات الآخر…. صورة السودان في المتخيل العرب الاوسيط. وانا اعرف أن الضرب على الميت حرام وأنكم لن تتفاعلوا او تتحركوا يا معشر السودانيين لأن الكثير منكم اموات. رحمكم الله.