
أبوبكر عابدين
قال حكيم الزمان: جوع كلبك يتبعك.. فإن خانك العبير فلا يخونك التفسير.
* ثار الشعب وانتفض جراء أفعال النظام البائد البائسة الفاسدة والذي جوع الشعب وأهانه وسرق أحلامه في الحرية والكرامة.
* نظام الإنقاذ الإخواني قدم عصارة فكره على أرض الواقع خلال الثلاثين عاماً فكانت وبالاً وقحطاً وخرابأً وتقسيماً لشعب السودان وكله تحت لافتة المشروع الإسلامي والإسلام بريئُ من أفعالهم الشيطانية ولذا ثار عليهم الشعب وألقى بهم وبتجربتهم البائسة في سلة المهملات وإلى الإبد. نعم ثار الشعب وانتفض ضد كل الحكام الطغاة الفاسدين أملاً في حكم رشيد يلبي احتياجاتهم في الحياة الحرة الكريمة ويفجر طاقاتهم الكامنة ليكونوا في مقدمة ركب الأمم وهم أهل لذلك.
* بعد كل الانتفاضات التي حدثت في السودان (أكتوبر ٦٤ ومارس أبريل ٨٥ وديسمبر ٢٠١٩م) جاءت أنظمة وحكومات فشلت في تلبية رغبات الجماهير ومازالت الآمال معلقة في حكومة الثورة الحالية بيد أن… بيد أن ما يحدث الآن يثير الدهشة والشفقة الممزوجتان بالأمل.
* السودان قطر غني بخيراته وعظيم رجالاته وجدير احتلال موقع متقدم متى ما استغل موارده الكامنة والظاهرة استغلالا صحيحاً بعيداً عن أطماع الطامعين. السودان ومنذ قديم الزمان كان تحت مجهر الطامعين من دول استعمارية وشركات مشبوهة نهبت ومازالت تنهب ثرواته وبواسطة وكلاء محليين بكل أسف!! بعد انهيار الإتحاد السوفيتي كانت خطة الأمريكان السيطرة على العالم وإعادة رسم خريطته الجغرافية والسكانية وفق مصالحهم فقط. كلنا يعلم علم اليقين بأن اللوبي الصهيوني يسيطر على دفة الحكم والحكومة في الولايات المتحدة الأمريكية، بينما تسيطر الحركة الماسونية على اللوبي الصهيوني نفسه. نعم أذرع الحركة الماسونية كثيرة ومتنوعة وإمكانياتها ضخمة وخطرها عظيم. المحفل الماسوني وأندية الروتاري والليونز وغيرها من الواجهات لعبدة الشيطان دخلت بلادنا تحت لافتات المنظمات الغربية الكثيرة والتي تعمل تحت مظلات حقوق الإنسان وخدمة المجتمع وترقية الأفكار وتستهدف الشباب من الجنسين ولها مغريات ومغريات لشعب يعاني ويلات الاقتتال والجوع والمرض والفقر وها هي تلك المنظمات تنتهج المنهج أعلاه( جوع كلبك يتبعك)!! شعب السودان الآن يعاني والشارع يصرخ جراء الفقر وارتفاع الأسعار وندرة الخبز والدواء ويكاد ينتفض على حكومة الآمال والأحلام التي اصطدمت بعدم وجود موارد وغلت أيدي من كان يتوقع أن يساعدوه وهاهم يتفرجون عليه بل ويطالبون بدفع التعويضات لجرائم ارتكبها النظام السابق وشعب السودان بريئ منها وهم يعلمون ذلك جيداً، بيد إن نظرية (جوع كلبك يتبعك) لم تغادر مخيلتهم بكل أسف وكأن شعب السودان مكتوب عليه استبدال سيد بسيد!! جوع كلبك يتبعك. طرحوا علينا التطبيع مع الكيان الصهيوني نظير تقديم مساعدات وفك الحظر المفروض علينا، وعندما فشل ذلك المشروع لعدم اختصاص حكومة الثورة الملزمة بالوثيقة الدستورية رغم محاولات برهان المجلس السيادي والتي اصطدمت بالقانون والدستور وإرادة الشعب الحرة، التطبيع مقابل فك الحظر وتقديم معونات غذائية ودوائية وبترولية وحينها تكون فعلاً قد نجحت نظرية (جوع كلبك يتبعك) وكلما احتاجوا لموقف جربوا معه تلك النظرية!! نعم الماسونية خطر يحدق بالبلاد عبر قيادات في منظمات ودواوين ومسؤولين كبااااار يريدون تنفيذ تلك الأجندة الخفية الخطيرة نظير أجر مهما بلغ فهو صغير يرمي بصاحبه في خانة العمالة والخيانة العظمى. القوى السياسية التى تعمل الآن بعضها يسير في ركب المخططات الغربية الماسونية وأصبحوا عملاء يقبضون الثمن ويعتقدون إن ذلك الثمن سيحملهم إلى كراسي السلطة في انتخابات مبكرة يشترون بها أصوات الناخبين في وطن يعاني الفقر ويبحث عن لقمة العيش بأي ثمن ونظرية (جوع كلبك يتبعك) ستكون حاضرة في انتخابات قادمة يتم فيها شراء الأصوات لمن يدفع أكثر وستكون الساحة حرة لمن يأتي بالمال من الخارج ويتعلى صهوة السلطة وبعدها يدفع المقابل مواقف مع التطبيع الصهيوني ودخول بيت الطاعة الماسونية طواعية!! رغم كل ذلك شعب السودان واع لدورة ومدرك لخطورة المؤامرات وتستطيع القوى السياسية الحرة الوطنية الوقوف ضد تلك المؤامرات ويا ليت القوى الوطنية الحقيقية تتحالف مع بعضها في برنامج حد أدنى يحفظ للبلاد والعباد الحرية والكرامة.