
بقية من رواية وذهبية
عاصم البلال الطيب
لغط وغلط
في ذمتي بقية من رواية وقائعها بين عملية الذراع الطويل لغزو أمدرمان وسوق كان هناك لعياشة بحري ومباني الأمن السياسي الإنقاذي، ابتدأت قصها من بيت حبس عدة كورونا في جائحتها الأولي وهذه قصة أخري قبل استكمال الأولى، بطلها مطوي في مثواه بين طبقات الثرى بعد معانقة الثريا، مدون اسمه في سجلات الصحة الرسمية معرفا بحالة الوفاة الثانية بالكورونا وربما تاريخيا بدل الأولي التي صاحب إعلانها لغط وبدا فيها غلط! تلح على ذكرى صديقي نحو أربعين سنة الراحل عنا الأستاذ ربيع دهب متعدد الاوجه والأنشطة والأعمال المعلن من وزارية د أكرم حالة الوفاة الثانية بكورونا التي حبستنا معشر الرجال في البيوت شهورا ناهزت فترة العدة تداعت فيها شجياً المواقف والذكريات، تلح على ذكرى ربيع منذ بدء انعقاد امتحانات فترة الأساس وحتى انتهائها بالأمس مع وقفة للتحية وصفقة لكل القائمين على شأن العام الدراسي لمرحلة الأساس لنجاحهم وتغلبهم على جوائح من الصعاب ولإجبارهم بفهم للسلطات عدم العمل والاخذ بتوصية لجنة الطوارئ الصحية الاخيرة التي اعلنت بلها بليل وشربتها نهار اليوم التالي بعد أن أحدثت جلبة وربكة امتص آثارها القائمون على تعليم مرحلة الاساس في سنتها الصعبة وبعد لم نعتد نحن أهل و أصدقاء ربيع دهب على غيابه عن المشهد وموقعه لازال خاليا في مسرح الناس والحياة والمدارس وقد أسس في سنوات عمره القصير الاخيرة رسالياً مدارسه الذهبية بجبرة مُحدثاَ بها نقلة نوعية علي صعيد وطراز البنى التحتية المدرسية العالمية، شيد المدرسة الذهبية الأولى ولجنبها رياض أطفالها بجبرة الخرطوم هيبة وجبرة وخصص ريعها لبناء المدرسة الذهبية الثانية للبنات توأما سياميا للأولى التي خصصها للأولاد، مهموما كان بعملية الفصل بين الفئات العمرية الطالبية حرصاً على السوية والعملية التعليمية، يحدثني ببسمته المترائية من بين سطور تعصف ببنيتها الأحزان، عن هدفه من بناء الذهبيتين، ولكأن بإحساس يخامره بقصر العمر هداه للاستثمار في تربية وتعليم النشء ليكون عمره الثاني بين بنى الإنسان وسيرة حية ضد النسيان ،يستهدف بالذهبيتين المشاركة في إعداد متكامل لجيل متميز يخدم السودان و يدعو وذووه له بالرحمة لما بذل في دنياه وعينه على أُخراه، تحدثني الاستاذة سمية مدير مدارس رياض الإسلام عن ربيع وصفاته حتى يتصوره كلانا شحما ولحما ودما من فرط إعجاب فرضه، نتصوره بذات الهيئة والطلة التي لا تتبدل والبسمة الحيية، تلك من سمات الصالحين، البذل لديه خصيلة و َالمروءة فسيلة يمسك بها متأبطأ لزرعها بين الناس حياً وميتا، فسيلته الذهبيتان، يهاتف عن ظهري بنت السمانى مقرظا وموصى خيرا ومراعاةً وعدلا غير جنفٍ عند اللزوم ولدى الرسوم، إكراما وإجلالا للصداقة،
مزاران طالبيان
يتشوق كان ليلتحق أبنائي بالذهبية شوقا يضاعفه بعد المسافات، ولو بالمراد لتولاهم عنى ماليا عوضا عن عدم الانضمام للذهبيتين، مع بداية كل عام يطلب زيارتي فألبى عالما برفدي بكل المستلزمات المدرسية للسنة كلها من واردات ذهبياته، وفاء للصداقة والإخوة مع عظيم محبتي لمن حولي لا أجد له مثيلا ونظيرا، من وفائه اقتبس لأحذو مع كل من هم حولي ربيعا ودهبا ولكن هيهات! ليس شأنا خاصا لوحدي يعنيني، ما بيني وربيع دهب إخاء في الله لم تغالطه دنيا ولم تساوره وتخامره حميدةً وخبيثةً غيرةٌ، من الاقدار المحتومة مرورى ليلا ويوميا جوار مرقد شقيقه وصديقي صلاح دهب فأحيهما باسميهما متخالط المشاعر وأشياء أُخر مكتومة وحاجات، أصيح مرات بصوت عال مسلما والله مرات مشاغلا، بكلاهما جمعتني ثنائية تآخي في الله أتأمل ظلها يوم لا ظل إلا ذاك، يؤلمني الرحيل مع كامل التسليم بالمقادير مع اللطف الخفي والبهي والرجاء في اللقاء الآخر مع من تساموا في الدنيا فكيف بالله هم في الآخرة وهي درجات من جنس الصنيع والعمل، كتلة من القيم والفضائل ابناء دهب من جاءا للحياة سويا وغادراها تباعا معا، سيرة صلاح تداخلت وتمازجت والمعني بخواطر تنداح نتفها عفو الخاطر ربيع دهب الذى أشهد بهمه بنجاح وتفوق أبنائكم وبناتكم وشبهم على تربية سودانية مفعمة بالأصالة والرصانة، لدي رحيله الذى دواما استشعر مره وعلقمه، غبش نبا موته حالة الثانية بالكورونا وخربش في سفر إنساني بديع عنوانه اللألاء ربيع دهب من عمل جاهدا على ترقية التربية والتعليم ومدرستاه الذهبيتان شاهدتان وجديرتان بأن يكونا مزارين لطلابنا، بناهما تحفتين متعبا من تؤول الرسالة السامية من بعده وسيرا ومحاكاة لسيرته لم يزد خلفاؤه وفاء وادبا حتى حين الرسوم في عامهم المنقضي تواً إكراما واستشعارا بفداحة فقد ليس للذهبتين المدرستين بل للعملية التعليمية والتربوية التى أشهد بفقدانها لمربٍ الله من قبل خير شاهد علي حرصه على تفوق أبناء المستقبل ليغيروا من وجه الحياة سودانيا وإنسانيا، انتظر إعلان النتائج داعيا وليتكم وحتى مدارس الأساس برمتها تتشاركون الدعاء بتفوق الذهبيتين كما في عهد هذا الربيع الأدهب، ذهبيتا ربيع دهب من أطلق بهما في حياته الجزء مستهدفا الكل، ذكراه حامت كما كانت من نتفي وخواطري في عدة بيت حبس كورونا متداخلة مع قصتي مع عملية الذراع الطويل التي وددت اختتام حكايتها وكفر د. جبريل في ملعب ساخن حول المال العام، فإذ بسيرة ربيع تهوّم وتطوّف وتختطفني كما فعلت عملية الذراع الطويل ومن سوق العياشة تلقفتني اذرع الأمن السياسي ،اما الدنيا حكاية وقصة ورواية.